وذلك لخدماته الإيمانية في القرية أو القصبة أو المدينة التي يقيم فيها. ورغم أنهم غير معروفين وغير ظاهرين ولا يلتقيهم أحد فقد صار كل منهم بعقيدته المعنوية القوية كضابط شجاع في الجيش يبعث مدداً معنوياً إلى قلوب أهل الإيمان فيبث فيهم وينفخ روح الحماس والشجاعة».
ويقول أيضاً: «إن رسائل النور تفسير للقرآن الكريم وهى وثيقة الصلة به، ذلك الكتاب الجليل المرتبط بالعرش الأعظم، لذا لا تسري أخطائي وتقصيراتي الشخصية إلى الرسائل».
إن هذه «السيرة الذاتية» المعدّة من كلام الأستاذ النورسي إذ تقدم لأنظار القارئ الكريم سيرة حياة الأستاذ، تقدم في الوقت نفسه مسلكه ومشربه ومنهجه في الدعوة إلى القرآن والإيمان، كل ذلك من كلام الأستاذ نفسه. ونحن هنا نذكر بعض ما يتعلق بأسلوب دعوة الأستاذ ومنهجه أيضاً من خلال ما كان يتطرق إليه في أثناء الدروس النورية أيام حضورنا بقربه، وفي فترات انشغالنا بنشر الرسائل -بفضل الله- طوال السنوات العشر الأخيرة من حياته.
ونؤكد فنقول: إن هناك الكثير مما سمعناه من الأستاذ كنا نكتمه لأنه يتعلق بنا أو بي خاصة، ولكن بعد مدة تبين أن تلك الأمور مذكورة أيضاً في الرسائل.. وكنت أحار من هذا كثيراً. وحتى إنني سألت السيد «محمد فيضي» الذي لازم الأستاذ في قسطوني ثماني سنوات، فقلت: ما سر إطلاق الأستاذ عليكم اسم «كاتب السر» فأجاب مبتسماً: «لم يهمس الأستاذ في أذني شيئاً خارج ما كتبه في الرسائل». بمعنى أن هذه الرسائل عبّرت عن كل شيء فليس لدينا شيء خارجها.
أورد لذلك مثالاً: كنا ذات يوم في «بارلا» مع الأستاذ -أنا وجَيلان وزبير- في بيت مدير الناحية السابق. فقال لي الأستاذ: «تعال أنت وجَيلان إليّ». فدخلنا غرفته وهو منهمك بقراءة الأوراد القدسية للشاه النقشبند، ووقفنا منتظرَين أيّ أمر كان. فسألَنا: «هل قرأتم رسالة «الآية الكبرى»؟» فأجبنا: «نعم قرأناها». فقال: «أتعلمون مَن ذلك السائح الذي جال في العصور وفتش في طبقات الكائنات، ومن ذلك الروح النشط الذي ساح في آفاق العالم؟». قلنا -في أنفسنا- «نعم، أنتم ذلك السائح الذي جال في آفاق العالم». ثم قال: «انصرفوا». فخرجنا.
ويقول أيضاً: «إن رسائل النور تفسير للقرآن الكريم وهى وثيقة الصلة به، ذلك الكتاب الجليل المرتبط بالعرش الأعظم، لذا لا تسري أخطائي وتقصيراتي الشخصية إلى الرسائل».
إن هذه «السيرة الذاتية» المعدّة من كلام الأستاذ النورسي إذ تقدم لأنظار القارئ الكريم سيرة حياة الأستاذ، تقدم في الوقت نفسه مسلكه ومشربه ومنهجه في الدعوة إلى القرآن والإيمان، كل ذلك من كلام الأستاذ نفسه. ونحن هنا نذكر بعض ما يتعلق بأسلوب دعوة الأستاذ ومنهجه أيضاً من خلال ما كان يتطرق إليه في أثناء الدروس النورية أيام حضورنا بقربه، وفي فترات انشغالنا بنشر الرسائل -بفضل الله- طوال السنوات العشر الأخيرة من حياته.
ونؤكد فنقول: إن هناك الكثير مما سمعناه من الأستاذ كنا نكتمه لأنه يتعلق بنا أو بي خاصة، ولكن بعد مدة تبين أن تلك الأمور مذكورة أيضاً في الرسائل.. وكنت أحار من هذا كثيراً. وحتى إنني سألت السيد «محمد فيضي» الذي لازم الأستاذ في قسطوني ثماني سنوات، فقلت: ما سر إطلاق الأستاذ عليكم اسم «كاتب السر» فأجاب مبتسماً: «لم يهمس الأستاذ في أذني شيئاً خارج ما كتبه في الرسائل». بمعنى أن هذه الرسائل عبّرت عن كل شيء فليس لدينا شيء خارجها.
أورد لذلك مثالاً: كنا ذات يوم في «بارلا» مع الأستاذ -أنا وجَيلان وزبير- في بيت مدير الناحية السابق. فقال لي الأستاذ: «تعال أنت وجَيلان إليّ». فدخلنا غرفته وهو منهمك بقراءة الأوراد القدسية للشاه النقشبند، ووقفنا منتظرَين أيّ أمر كان. فسألَنا: «هل قرأتم رسالة «الآية الكبرى»؟» فأجبنا: «نعم قرأناها». فقال: «أتعلمون مَن ذلك السائح الذي جال في العصور وفتش في طبقات الكائنات، ومن ذلك الروح النشط الذي ساح في آفاق العالم؟». قلنا -في أنفسنا- «نعم، أنتم ذلك السائح الذي جال في آفاق العالم». ثم قال: «انصرفوا». فخرجنا.
Yükleniyor...