قبلت الهدية ولكن..

ذهبت إلى زيارة الأستاذ سنة ١٩٥٣. وسألني عن الشيخ طاهر (وهو من مدينة بتليس) فأجبته أنه قد ارتحل إلى الآخرة. فقام الأستاذ من فراشه وأصلح من هندامه واستعد للدعاء. وقال: «اللهم أسعده برحمتك، إنه كان يجمع مؤلفاتي عندما كان الناس ينفرون منها. إنه حافظ عليها بإخلاص». ثم التفت إليّ وقال: «أرجو أن تكتب إلى أهله برقية عزاء باسمي حالما تصل إلى هناك، وتبين فيها مشاركتي لأحزانهم».

وفي زيارة أخرى، عندما كان الأستاذ في فندق «آق شهر» أخذت معي زوجاً من الجوارب من صنع مدينة «بتليس» هدية للأستاذ. فقلت له: «أستاذي! أرجو أن تقبلها مني هدية متواضعة، فهي من مدينة «بتليس»! فأخذها بيده، ثم قال: لقد قبلت هديتك وأخذتها، ولكن ألبسها أنت بدلاً عني. (111)

∗ ∗ ∗



Yükleniyor...