ثم قالوا: «أنت تخالف بذلك السلف الصالح».

فأجبتهم: «لقد كان الخلفاء الراشدون خلفاء ورؤساء جمهورية في الوقت نفسه. فالصديق الأكبر رضي الله عنه كان دون شك بمثابة رئيس جمهورية للعشرة المبشرة وللصحابة الكرام. ولكن ليس تحت عنوان أو شكل فارغ، بل كل منهم رئيس جمهورية متدين يحمل معنى العدالة الحقيقية والحرية الشرعية». (54)

«وفي أثناء اعتكافه في تيلّو حفظ من كتاب «القاموس المحيط» للفيروزآبادي حتى باب السين. وعندما سئل عن سبب قيامه بذلك أجاب: «إن القاموس يورد المعاني المختلفة لكل كلمة، وقد خطر لي أن أضع قاموساً أنحو فيه عكس هذا المنحى، أي أورد فيه عدد الكلمات المختلفة التي تشير إلى المعنى نفسه»». (55)

دفع الظلم

وفي إحدى الليالي رأى في المنام الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس سره وهو يخاطبه:ملا سعيد! اذهب إلى رئيس عشيرة ميران «مصطفى باشا»، (56) وادعه إلى الهداية والرشاد والإقلاع عن الظلم، وليقم الصلاة ويأمر بالمعروف.. واقتله إن لم يستجب.

بادر الملا سعيد إلى الذهاب إلى عشيرة ميران قاصداً خيمة مصطفى باشا، ولكن لم يجده فجلس ليأخذ قسطاً من الراحة. وما إن دخل مصطفى باشا الخيمة حتى هبّ الحاضرون قياماً، احتراماً له، سوى الملا سعيد لم يحرك ساكناً. لمح الباشا ذلك فسأل أحد أمراء العشيرة «فتاح آغا» عن هذا الشاب فأعلمه أنه «ملا سعيد المشهور» وحاول الباشا كظم غيظه، وهو الذي ما كان ينشرح للعلماء، وسأل الملا سعيد:

- لِمَ أتيت إلى هنا؟

- جئت لإرشادك إلى الحق، فإما أن تتخلّى عن الظلم وتقيم الصلاة، أو أقتلك!

Yükleniyor...