واحد. وطلب إجراء قرعة خمس عشرة مرة بحيث تقع على غير المسلم في كل مرة. فكيف يمكن إجراء التقسيم؟»

فأجاب: «هناك مائة وأربعة وعشرون احتمالاً لهذا». ثم أعقب قوله: «إنني أحدث مسألة أكثر إشكالاً من هذه فاجعلها باحتمال ألفين وخمسمائة». فأوجد مسألة باحتمال ألفين وخمسمائة، بحيث يكون عدد المسلمين خمسين شخصاً وعدد غير المسلمين خمسين شخصاً وقدّمها إلى طاهر باشا ضمن رسالة ألّفها في الرياضيات بيد أنها فقدت في إحدى الحرائق التي نشبت في مدينة «وان».

وهكذا كانت تدور مناقشات رياضية وعلمية أمثال هذه بكثرة، مما يبين الذكاء الخارق الذي كان يتمتع به، فما من مسألة رياضية طرحت أمامه إلّا وحلهّا في ذهنه ويسبق الجميع في أمثال هذه المسابقات الذهنية.

وهكذا لتعدد مواهبه ولذكائه الخارق وقوة ذاكرته، أطلق العلماء عليه لقب «بديع الزمان». (75)

لقب بديع الزمان

«إن هذا الفقير، الغريب، النورسي، الذي يستحق أن يُطلق عليه اسم بدعة الزمان إلّا أنه اشتهر -دون رضاه- ب«بديع الزمان». فهذا المسكين يستغيث ألماً من حرقة فؤاده على تدني الأمة ويقول: آه.. آه... وا أسفى.. لقد انخدعنا فتركنا جوهر الإسلام ولبابه، وحصرنا النظر في قشره وظاهره». (76) [وعندما سئل]: «أنت تذيّل مقالاتك وتمضيها باسم بديع الزمان وهذا يومئ إلى المدح؟»

« الجواب: كلا، ليس للمدح! وإنما أريد أن أُبيّن -بهذا الإمضاء- تقصيري. وتعليلي هو: أن البديع يعني «الغريب» فأخلاقي غريبة كمظهري، وأسلوب بياني غريب كملابسي، كلها مخالفة للآخرين. فأنا أرجو بلسان حال هذا العنوان عدم جعل المحاكمات العقلية والأساليب المتداولة والرائجة مقياساً لمحاكماتي العقلية ومحكاً لأساليب بياني».


Yükleniyor...