حتى ساقوني إلى سجن إسبارطة (207) وأنا أعاني من اعتلال صحتي ما أعاني. وبينما كنت متألماً بالغ الألم ومستغرقاً في التفكير حول ما أصاب رسائل النور من أضرار، إذا بالعناية الربانية تأتي لأغاثتنا جميعاً حيث بدأ المسؤولون الذين هم في أمسّ الحاجة إلى قراءة تلك الرسائل المخبوءة القيمة، بدؤوا بدراستها بكل اهتمام ولهفة، فتحولتْ تلك المحافل الرسمية إلى ما يشبه المدارس النورية، إذ انقلب النقد والجرح عندهم إلى نظرة الإعجاب والتقدير. حتى إنه في «دنيزلي» قرأ الكثيرون سواء من المسؤولين أو غيرهم -دون علمنا- رسالة «الآية الكبرى» المطبوعة بسرية تامة فازدادوا إيماناً وأصبحوا سبباً لجعل مصيبتنا كأن لم تكن». (208)

الشعاع الخامس سبب المحاكمة

«إن الحصول على رسالة كُتب أصلها قبل خمس وعشرين سنة «أي الشعاع الخامس» في مكان بعيد، والتي لم أحصل عليها إلّا مرة أو مرتين خلال ثماني سنوات، وضُيّعت في الوقت نفسه دفع أشباه العلماء إلى تقلّد طور المنافس، فبثوا الأوهام والشكوك في صفوف دوائر العدل.

وفي الوقت نفسه فقد انعكس خبر طبع رسالة «الآية الكبرى» بالحروف الجديدة -مع عدم موافقتي- بدلاً من رسالة «مفتاح الإيمان» (209) التي كنت أرغب في طبعها، ووصول نسخٍ منها إلى هنا، انعكس -هذا الخبر- على الدوائر الحكومية، فالتبست عليهم إحدى المسألتين بالأخرى. فكأن «الشعاع الخامس» قد طبع، خلافاً للقوانين المدنية، مما استهول ذلك أرباب الأغراض الشخصية واستعظموه جاعلين من الحبة مائة قبة. حتى زجّونا ظلماً وعدواناً في هذا المعتكف (السجن).

إننا نقول إزاء شكوك أهل الدنيا وأوهامهم: إن «الشعاع السابع» (رسالة الآية الكبرى) من أوله إلى آخره بحث في الإيمان، فلقد التبس عليكم الأمر وانخدعتم. وإن الشعاع الخامس يختلف عنه كلياً وهو رسالة خاصة وسرّيّة للغاية حتى لم يعثَر عليها عندنا رغم التحريات

Yükleniyor...