قبل الأرمن، فانسحبنا إلى قضاء «كَوَاش» واستشهد الملا حبيب هناك، فحملت الرسالة التي خطها طوال سني الهجرات من مدينة إلى أخرى ومن قصبة إلى أخرى حتى حللنا في مدينة «ملاطية» سنة ١٩٤٠ ومن هناك مفتياً في قضاء «أورْكُوبْ».

كانت الرسالة أوراقاً متفرقة فجمّعتها وجلّدتها، على أمل أن يأتي زمان ويُبعث العلم والدين من جديد، ويظهر في الميدان أناس يقرؤون أمثال هذه الرسائل. وعندئذٍ يقدّر قدرها ويُعلم ما فيها من فكر عميق وذكاء نافذ.ولكن هيهات.. فلا ذاك الزمان يأتي، ولا أولئك القراء يظهرون. والسلام..

عبد المجيد ١٩٥١ (205)

سنة ١٩١٣م/ ١٣٣١ه

حادثة بتليس (206)

«جاءني قبيل الحرب العالمية السابقة (الأولى) في مدينة «وان» بعض الأشخاص المتدينين والمتقين وقالوا لي:

هناك بعض القُواد تصدر منهم أعمال ضد الدين، فاشترك معنا لأننا سنعلن العصيان عليهم. قلت لهم:

إن تلك الأعمال اللادينية وتلك السيئات تعود إلى أمثال أولئك القواد، ولا يمكن أن نحمّل الجيش مسؤوليتها، ففي هذا الجيش العثماني قد يوجد مائة ألف من أولياء الله. وأنا لا أستطيع أن امتشق سيفي ضد هذا الجيش، لذا لا أستطيع أن أشترك معكم. (207) فتركني هؤلاء، وشهروا أسلحتهم، وكانت النتيجة حدوث واقعة «بتليس» التي لم تحقق أي هدف. وبعد قليل اندلعت الحرب العالمية، واشترك ذلك الجيش في تلك الحرب تحت راية الدين ودخل


Yükleniyor...