تسبيحات الأستاذ

يقول ملا حميد: «كنت أنشرح كثيراً عندما أصلي مقتدياً بالأستاذ، كان قيامه للصلاة يزيد الإنسان رهبة وخشوعاً. وكان يرشدنا إلى أن التسبيحات والأذكار عقب الصلاة إنما هي بحكم نوى وبذور للصلاة، وكان يسبّح ويذكر الله بصوت رخيم حزين، فعندما يقول: «سبحان الله.. سبحان الله» كنا نسمعه يصدر على مهل من أعماق أعماق قلبه.

إنني شخصياً لم أرَ مثل الأستاذ قط مَن يصلي ثم يسبح بهذا الخشوع والحزن، مع أنني رأيت كثيراً من الشيوخ والعلماء.

وعندما كان يقول: «لا اله إلّا الله» ويبدأ بالتسبيحات ويستمر بها يصبح صوته كفرقعة المدافع في قوته وشدته، فلو كان عنده شخص من أهل الطريقة الصوفية إذن لأخذته الجذبة والشوق!». (61)

أذكار الليل

كان الأستاذ ينام قليلاً ويأكل قليلاً جداً بحيث لا يكفي لإشباع حاجة الإنسان الاعتيادي وكان يقول لنا: «النوم الفطري والطبيعي هو خمس ساعات في اليوم».

وكان من عاداته -التي لم يتخل عنها طوال حياته المباركة- أن يقضي الليالي بالتسبيح والتهليل والدعاء والمناجاة والتهجد، وكان على وضوء دائم، وكان جيران الأستاذ في إسبارطة وبارلا وأميرداغ يقولون لنا: «كلما نظرنا إلى بيت الأستاذ في الليل رأينا مصباحه الخافت مضاء، ونسمع أنين أذكاره الحزين ودعاءه الرقيق». (62)

الأشهر الثلاثة

عندما كان الأستاذ في إسبارطة، حلت الشهور الثلاثة: رجب، شعبان، رمضان. فقام بتوزيع أجزاء القرآن الكريم، لكل طالب جزء من التلاوة اليومية ليختم القرآن الكريم كل يوم في هذه الشهور المباركة، فيرفع إلى الملأ الأعلى قرآناً كاملاً من طلاب النور في «ساو، قوله أونلو، أتابَيْ، بازانون» فحظيت هذه النواحي ببركة ختم القرآن يومياً بعمل الأستاذ هذا. وفي


Yükleniyor...