نعم، نشاهد بأسى وأسف أن تباين أفكارهم كما فرّق الاتحاد فيما بينهم فإن تخالف مشاربهم قد أوقف التقدم والرقي أيضاً، وذلك لأن كلاً منهم بحكم المتعصب لمسلكه ونظره السطحي لمسلك الآخر، انساق إلى الإفراط والتفريط، ففرّط هذا بتضليل ذاك، وأفرط ذاك بتجهيل هذا.
الخلاصة: أن الإسلام لو تجسّم لكان قصراً مشيداً نورانياً ينور الأرض ويبهجها فأحد منازله «مدرسة حديثة»، وإحدى حجراته «مدرسة دينية»، وإحدى زواياه (تكية)، ورواقه مجمع الكل، ومجلس الشورى، يكمل البعض نقص الآخر.. وكما أن المرآة تمثل صورة الشمس وتعكسها فهذه المدرسة الزهراء ستعكس وتمثل أيضاً صورة ذلك القصر الإلهي الفخم في البلدان الخارجية». (37)
الحكومات المتعاقبة تتبنى القضية
«لقد ألقيتُ هذه المباحث حول «مدرسة الزهراء» في السنة الثالثة من إعلان الحرية على صورة خطب للأهالي في كل من بتليس ووان ودياربكر وغيرها من الأماكن، وقابلوني جميعاً بالموافقة وبأن هذه المسألة حقيقة، وممكنة، وقابلة للتطبيق، لذا أستطيع أن أقول:إنني مترجم لما كان يدور بخلدهم في هذه المسألة. (38)
فالسلطان «رشاد» رحمه الله هو أول من قدّر أهمية إنشاء هذه الجامعة، فخصص عشرين ألف ليرة ذهبية لإنجاز بنائها فقط. وحينما رجعت من الأسر في الحرب العالمية الأولى وافق مائة وثلاثة وستون نائباً -من بين مائتين- في البرلمان ووقّعوا على تخصيص مائة وخمسين ألف ليرة -بقيمة الليرة الثمينة آنئذٍ- للغرض نفسه. وكان مصطفى كمال من ضمنهم. وهذا يعنى أنهم أولوا أهمية لإنشاء هذه الجامعة أكثر من أي شيء آخر. بل وقّع ذلك القرارَ المتغربون من النواب الذين لا يهمهم أمر الدين من قريب أو بعيد والذين قطعوا صلتهم بالأعراف الإسلامية سوى اثنين منهم حيث قالا: نحن بحاجة إلى الحضارة الغربية أكثر من حاجتنا إلى الجمع بين العلوم الدينية والحديثة. (39)
الخلاصة: أن الإسلام لو تجسّم لكان قصراً مشيداً نورانياً ينور الأرض ويبهجها فأحد منازله «مدرسة حديثة»، وإحدى حجراته «مدرسة دينية»، وإحدى زواياه (تكية)، ورواقه مجمع الكل، ومجلس الشورى، يكمل البعض نقص الآخر.. وكما أن المرآة تمثل صورة الشمس وتعكسها فهذه المدرسة الزهراء ستعكس وتمثل أيضاً صورة ذلك القصر الإلهي الفخم في البلدان الخارجية». (37)
الحكومات المتعاقبة تتبنى القضية
«لقد ألقيتُ هذه المباحث حول «مدرسة الزهراء» في السنة الثالثة من إعلان الحرية على صورة خطب للأهالي في كل من بتليس ووان ودياربكر وغيرها من الأماكن، وقابلوني جميعاً بالموافقة وبأن هذه المسألة حقيقة، وممكنة، وقابلة للتطبيق، لذا أستطيع أن أقول:إنني مترجم لما كان يدور بخلدهم في هذه المسألة. (38)
فالسلطان «رشاد» رحمه الله هو أول من قدّر أهمية إنشاء هذه الجامعة، فخصص عشرين ألف ليرة ذهبية لإنجاز بنائها فقط. وحينما رجعت من الأسر في الحرب العالمية الأولى وافق مائة وثلاثة وستون نائباً -من بين مائتين- في البرلمان ووقّعوا على تخصيص مائة وخمسين ألف ليرة -بقيمة الليرة الثمينة آنئذٍ- للغرض نفسه. وكان مصطفى كمال من ضمنهم. وهذا يعنى أنهم أولوا أهمية لإنشاء هذه الجامعة أكثر من أي شيء آخر. بل وقّع ذلك القرارَ المتغربون من النواب الذين لا يهمهم أمر الدين من قريب أو بعيد والذين قطعوا صلتهم بالأعراف الإسلامية سوى اثنين منهم حيث قالا: نحن بحاجة إلى الحضارة الغربية أكثر من حاجتنا إلى الجمع بين العلوم الدينية والحديثة. (39)
Yükleniyor...