لكل عصر مجدده

في عام ١٩٥٣ ذهبت لزيارة بديع الزمان في قونيا، وجلست عنده فسرّته زيارتي له وانشرح كثيراً لاستمراري في المدرسة الدينية وقال: «إني أعتبر هذه المدارس كالمدارس المباركة في العصور السابقة». ثم قال: «لو كان مولانا «جلال الدين الرومي» في هذا العصر لكتب رسائل النور ولو كنت أنا في ذلك العصر لكتبت «المثنوي». (102) ذلك لأن خدمة الإيمان والقرآن في عصره كانت على ذلك النمط (أي بالمثنوي) وأما الآن فإن الخدمة على منهج رسائل النور.

ثم أفهمني بعلو شأن رسائل النور وكيف أن الخطط المرسومة ضد الإسلام من قبل الشيوعية والصهيونية قد دحضتها رسائل النور. ثم استمر بالقول: إن مجابهتهم والتصدي لهم أو حتى النقاش معهم لا يكون إلا بقراءة رسائل النور، فالرسالة الواحدة تقابل آلاف الخطط الخفية ضد الإسلام حيث إنها تخاطب جميع الطبقات ابتداءً من الأمي وانتهاء إلى الفيلسوف. فالحقائق التي فهمتموها من الأمثلة التي تسوقها رسائل النور تكفيكم. كالذي يدخل بستاناً مزدهراً بالتفاح يكفيه ما تصل إليه يده أما الذي لاتصل إليه يده فذلك من حصة طويلي القامة. فالذي لا يستوعب رسائل النور عليه ألّا ييأس من عدم فهمها، فإنني أيضاً محتاج إلى رسائل النور مثلكم فكلما أقرأها مرة بعد مرة آخذ قسطاً من درسي وأفهم أكثر. (103)

أنا «لا شيء»

في الوقت الذي كان كتاب «تاريخ حياة الأستاذ» أثناء الطبع صمم الأخ «عبد النور» غلاف الكتاب وهو عبارة عن صورة الأستاذ يضع الحجر الأساس لجامع توغاي في إسبارطة، فذهبت إلى زيارة الأستاذ وفي يدي تصميم الغلاف. فسأل الأستاذ: ماذا بيدك؟ قلت: غلاف كتاب تاريخ الحياة يا أستاذي وقد صممه الأخ عبدالنور.

وما إن رأى الأستاذ الصورة حتى غضب غضباً شديداً وقال: «ما هذه الصورة؟ أنتم تهتمون بشخصيتي أكثر مما أستحق، فأنا أعد الاهتمام والاحترام لشخصي إهانة لي، لأنكم بذلك تتعلقون بي وليس برسائل النور -المرتبطة بالقرآن الكريم- فأنا لا أحب نفسي... إنني


Yükleniyor...