علمك، فلم نر ما يخالف الإسلام قط بل رأيناك منهمكاً بنفسك دون الآخرين، ولهذا نسأل الله أن يوفقك في مسعاك...

نعم، يا إخوتي! كما أن ناراً صغيرة بل حقيرة -كعود الكبريت- تحرق غابة عظيمة كثيفة تدريجياً وتجعلها أثراً بعد عين، كذلك النظرة إلى النساء تحرق عمل المؤمن اليومي شيئاً فشيئاً.. وأخشى أن تكون عاقبتها وخيمة. ثم أضاف: إن سعيداً القديم وهو في عنفوان شبابه وفي قلب إسطنبول وطوال عشر سنوات لم ينظر نظرة حرام ولو مرة واحدة ولله الحمد. (74)

إصلاح الأسس

كان الأستاذ يعظ الناس في جامع «نورشين» أيام الجمع، فكان الحديث في الوعظ يدور حول مسائل الحشر، والآخرة، والتوحيد وما شابهها من مسائل الإيمان الأساسية وحقائقه الكبرى. فسأله «ملا رسول» ذات يوم قائلا: أخي الأستاذ، نحن لا نكاد نفهم موعظتك فكيف غيرنا؟! فأجابه الأستاذ: نعم، إن مواعظي غير مفهومة غالباً، لأن غايتي إصلاح الأسس التي يبنى عليها الإيمان، فإذا أصبح الأساس صلباً قوياً فلا يؤثر فيه مؤثر بعد حتى الزلازل. فليجلس أحدكم إذاً بجنبي كي يذكرني عندما يصبح الموضوع غامضاً، لأبسطه بسطاً وأشرحه واضحاً. (75)

حياة كلها عمل

في صباح يوم جميل من أيام الربيع، ذهبت لأجمع الحطب، وكان الأستاذ يعاونني في العمل، فلم أقبل منه ذلك. فقلت: أستاذي الكريم إنني أكفيك العمل فلا تتعب نفسك.

أجابني قائلاً: أخي، إن همتي وغيرتي لا تسمحان لي بالقعود وأنت تعمل أمامي. فلو عرفتَ ما في الغيرة والهمة من خير لكنت تقضي عمرك كله دون أن تخلد إلى الراحة، فما كانت تفوتك دقيقة فارغة..

حقاً لقد كانت حياته كلها عملاً. (76)


Yükleniyor...