يسعى رجال السياسة لإقرار النظام وضمان حق الأمة وحريتها في الساحة السياسية فإن مؤلف رسائل النور يسعى لإقرارها أيضاً في الساحة المعنوية، فالمقاصد مشتركة.

إن مؤلف رسائل النور التي هي مدرسة العرفان وكذلك تلاميذها، حرّاس متطوعون ومعنويون للأمن والنظام والسكون، وساعون لدحر الفوضى والتخريب في الساحة المعنوية في القلوب والعقول. هؤلاء يبذلون الجهد لمنافع الوطن والشعب لنيل رضا الله فقط بكمال الإخلاص، لا يأملون عرضاً ولا غرضاً ولا بدلاً. وهذا ليس جرماً ولا جناية، بل خدمة للوطن والشعب، ويلزم أن يكافَئوا عليه لا أن يؤاخَذوا. ومن حقنا أن نطلب براءته، والقرار للمحكمة السامية.

دفاع المحامي «سني الدين باشاق»

بعده، دافع الوكيل الآخر المحامي سني الدين باشاق دفاعاً موجزاً عن المؤلف..

المسألة تبينت وبزغت الحقيقة كالشمس، وعلمت المحكمة بكل شيء وليس عندي جديد أضيفه. ولكن أود أن أقول شيئاً عن المنطق الذي جلب رجالاً فضلاء ومحترمين وعاملين للشعب والوطن بالتضحية في سبيل الله وبلا عرض ولا عوض، ووضعهم في قفص الاتهام، لكن هذا المقام ليس مقام ذلك بل يلزم أن يصنف فيه كتاب، لأن مقاومة هذا المنطق واجب على الجميع. وإني مطمئن إلى الوجدان السامي للمحكمة السامية إلى درجة تجعلني في غنى عن الدفاع. وأتشرف بطلب البراءة لموكّلي.

دفاع المحامي «عبد الرحمن شرف لاج»

ثم بدأ بالدفاع المحامي المؤمن القدير والمعروف عبد الرحمن شرف لاج الذي تولى الدفاع عن الأستاذ متطوعاً مثل زملائه الأفاضل، قال تقديماً:

ظهر جلياً أن لا مناسبة ولا علاقة بين هذا الإنسان المبارك الذي جاوز عمره الثمانين الماثل في حضوركم متهماً وبين الجريمة. وآمل أن محكمتكم الموقرة قد اقتنعت تماماً بذلك، وأنها ستصدر قرار براءته. لكني أعدّ ترك الدفاع عن هذا البريء -الذي تعهدت بالمدافعة عنه- إخلالاً بتعهدي وإن كان احتمال صدور قرار ضدنا أقل من نسبة واحد في الألف.


Yükleniyor...