الفصل الثالث

مع الزائرين

قاعدة تخص الزائرين

«ليكن معلوماً لدى الجميع، أن الذي يزورنا إما أنه يأتي إلينا لأجل أمور تخص الحياة الدنيا. فذلك الباب مسدود.

أو أنه يأتي إلينا من حيث الحياة الآخرة، ففي تلك الجهة بابان: فإما أنه يتصور إنني رجل مبارك صاحب مقام عند الله ولأجل هذا يأتي إلينا، هذا الباب أيضاً مسدود. إذ لا تعجبني نفسي ولا يعجبني من يعجب بي. فحمداً لله أجزل حمد إذ لم يجعلني راضياً عن نفسي.

أما الجهة الأخرى فهو يأتي إلينا لكوني خادماً للقرآن ودلّالاً له وداعياً إليه ليس إلّا. فمرحباً وأهلاً وسهلاً وعلى العين والرأس لمن يأتينا من هذا الباب». (55)

حديث الأستاذ مع الزائرين

«أرسل الأستاذ يوماً أحد طلابه إلى أنقرة لبعض شؤون الدعوة، ولما أطلع الطالب على أوضاع الناس هناك، قال في نفسه: هيهات! متى يستمع هؤلاء إلى حقائق النور، وكيف سيمزق ستار الغفلة الكثيفة! فاستولى عليه اليأس. وعندما رجع إلى الأستاذ خاطبه قائلاً: إن وظيفتنا هي الخدمةُ، أما التوفيق وإفهام الناس فهو يخص الله سبحانه، ونحن مكلفون بأداء مهمتنا، فلا داعي لليأس، فلا أهمية للكثرة بل الأهمية في النوعية، فربّ طالب مخلص مضحٍ خير من ألف من غيره.. وهكذا أزال يأسه.

كان الأستاذ يتجول أيام الربيع والصيف -ونادراً في الشتاء- في ضواحي «أميرداغ» مشياً على الأقدام وأحياناً يخرج للتجوال بعربة يجرها الحصان. ويدفع أجرة العربة ويقول: أنا مضطر إلى دفع الأجرة فإن لقمة طعام هدية بدون ثمن تمرضني.

وعندما كان يتفسح في الوديان والغابات وحيداً كان الجندرمة يتعقبونه دائماً، فيجلس

Yükleniyor...