وبسلّم «ضرب الأمثال» قد تُوُصِّل إلى أسمى الحقائق وأعلاها بسهولة ويُسر.

ومن نافذة «ضرب الأمثال» قد حُصّل اليقين الإيماني بحقائق الغيب وأسس الإسلام مما يقرب من الشهود.

فاضطر الخيالُ إلى الاستسلام وأُرغم الوهم والعقل على الرضوخ، بل النفس والهوى. كما اضطر الشيطان إلى إلقاء السلاح.

حاصل الكلام: أنه مهما يظهر من قوة التأثير، وبهاء الجمال في أسلوب كتاباتي، فإنها ليست مني، ولا مما مضَغَه فكري، بل هي من لمعات «ضرب الأمثال» التي تتلألأ في سماء القرآن العظيم، وليس حظي فيه إلّا الطلب والسؤال منه تعالى، مع شدة الحاجة والفاقة، وليس لي إلّا التضرع والتوسل إليه سبحانه مع منتهى العجز والضعف.

فالداء مني والدواء من القرآن الكريم. (143)

هل انتهت مهمتي؟

«يا أخويَّ! إنَّ ظلمات أنواع الغربة هذه، وإنْ تبددت بنور الإيمان، إلّا أنها تركت فيَّ شيئاً من بصمات أحكامها، وأوحت بهذه الفكرة:

ما دمتُ غريباً وأعيش في الغربة وراحلاً إلى الغربة، فهل انتهتْ مهمتي في هذا المضيف، كي أوكِّلَكم و«الكلمات» عني. وأقطع حبالَ العلاقات عن الدنيا قطعاً كلياً؟

وحيث إن هذه الفكرة وردتْ على البال بهذه الصورة، فكنت أسألكم:

هل «الكلمات» المؤلفة كافية؟ وهل فيها نقص؟ وأعني بهذا السؤال: هل انتهت مهمّتى كي أنسى الدنيا وأُلقي بنفسي في أحضان غربةٍ نورانية لذيذة حقيقية باطمئنان قلب...» (144)

[ويجيبه طالبه الأول «خلوصي»(∗) بالآتي: ]

مهمة الداعية لا تنتهي

«لقد أصررتم يا أستاذي المحترم في رسالتيكم الأخيرتين على الإجابة عن سؤال قد


Yükleniyor...