ثم أفقت من النوم، فرأيت أن الرؤيا هي اليقظة والحقيقة، وعالم اليقظة هو الرؤيا». (114)

رسالة خاصة لدفع الشبهات عن السلطان عبد الحميد (115)

لقد ساور أحد إخواننا المعلمين شبهة في أن أستاذنا قد هاجم السلطان عبد الحميد الثاني ولم يقدّر ذلك السلطان العظيم حق قدره وذلك بما يفهم من خطبه التي ألقاها في بداية عهد الحرية.

الجواب: إننا نجيب عن حقيقة الوضع الذي فهمناه من أستاذنا:

أولاً: إن الدستور الذي سار عليه أستاذنا طوال حياته هو الدستور القرآني والقاعدة الجليلة ﹛﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ اُخْرٰى ﴾|﹜ (الأنعام:١٦٤) بمعنى أن الأخطاء التي ارتكبتها حكومة ذلك العهد لا تُسند إلى السلطان. ولهذا حمل نحوه حسن الظن، بل سعى -تجاه معارضيه- لتأويل ما اضطر إليه من أخطاء وتقصيرات.

ثانياً: لقد أثنى أستاذنا ثناءً حسناً على الحرية الشرعية بداية عهد الحرية، ودعا الناس في خطبه إليها، وقال للمعارضين لها:

«إن لم تنضبط الحرية بالشريعة فإن ما أطلقتموه من استبداد ضعيف جزئي اضطر إليه شخص، يصبح استبداداً عظيما يوزع على الناس كافة. ويغدو كل شخص مستبداً بذاته، فيتولد عندئذٍ استبداد مطلق، وينقلب الاستبداد الواحد إلى الألوف، بمعنى أن الحرية ستموت ويولد استبداد مطلق».

حتى إن أستاذنا وجّه إلى المحكمة التي نصبت لأجل الإعدامات ما يأتي:

«إن كانت المشروطية تعني مخالفة الشريعة واستبداد جماعة معينة -الاتحاديين- فليشهد الثقلان أني مرتجع». (116)


Yükleniyor...