عن حالي أو إرسال تحية لي وأنا وحيد في هذه الغربة.. كل هذا يشير إلى وضع غريب جداً لا معنى له ولا حكمة فيه لا تليق بأية حكومة في الدنيا -علما بأن مصدر كلمة «الحكومة» هو تناول الأمور بالحكمة- وليس فقط بحكومة الجمهورية التي من المفروض أنها تراعي القوانين وتحترمها.

إنني أريد حفظ حقوقي في إطار القانون. كما أتهم كل من يخالف القانون ويدوس عليه باسم القانون بأنه يرتكب جناية، ولا شك أن قوانين حكومة الجمهورية ترفض أعمال هؤلاء الجناة، وآمل أن تعاد لي حقوقي».

سعيد النورسي (166)

من داخل السجن

يروي المدعي العام لمحكمة الجزاء الكبرى في «أسكي شهر» سنة ١٩٣٥: أنه يشاهد يوماً الأستاذ في السوق، فيندهش من حيرته، ويتصل بمدير السجن مباشرة ويهدده بقوله:

كيف سمحتم لبديع الزمان بالخروج إلى السوق، فقد شاهدته بنفسي في السوق؟ ويجيبه المدير: عفواً سيدي إن بديع الزمان في السجن ويمكنكم التفضل لرؤيته في السجن الانفرادي، ويأتي المدعي العام، ويزوران معاً الزنزانة، وإذا بالأستاذ هناك. تنتشر هذه الحادثة في دوائر العدل وتتناقلها الحكام فيما بينهم رغم أنهم لا يصدقونها بعقولهم!

وحادثة أخرى مشابهة يرويها مدير سجن «أسكي شهر» آنذاك وخلاصتها: يطرق سمعه صوت بديع الزمان طالباً الخروج من السجن إلى صلاة الجمعة في «آق جامع»، فيزور زنزانته وقت الصلاة، وإذا ببديع الزمان غير موجود، والحراس كلهم في مواضعهم والأقفال على الأبواب. يسرع المدير إلى الجامع المذكور فيرى الأستاذ في الصف الأول وعلى اليمين، فيبحث عنه عقب الصلاة فلا يجده، ويعود إلى السجن فوراً فيراه يقول «الله أكبر» ويستغرق في السجود.

وقد رُويت حَوادث أخرى من رؤية الأستاذ مراراً في صلاة الفجر جماعة عندما كان


Yükleniyor...