رئيس المحكمة إلى الموجودين قائلاً لهم: إذا كنتم تحبون الشيخ، فافسحوا لنا المجال لكي نستطيع الاستمرار في إجراءات المحاكمة.
وعلى إثر هذا الطلب فقد بدأ الجمهور بالتراجع، وهكذا بدأت المحاكمة، إذ استدعت صاحب المطبعة الذي قام بالطبع كما استمعت إلى شهادة الشرطة. ثم قام بديع الزمان وقدم اعتراضه على تقرير الخبراء. وحينما أدركته صلاة العصر طلب السماح له بتأدية الصلاة، وأُجيب طلبه، إذ أعلن رئيس المحكمة انتهاء الجلسة الثانية.
وفي الجلسة الثالثة التي انعقدت في ٥/ ٣/ ١٩٥٢ اتخذت الحكومة احتياطات أمن مشددة، فوزّعت مئات من رجال الشرطة أمام المحكمة وداخلها حيث استطاعت بذلك تنظيم السيطرة على الآلاف من محبي وطلاب الأستاذ بديع الزمان.
في البداية استمعت المحكمة إلى شهادة الطالب الجامعي الذي قام بطبع هذه الرسالة. ثم ألقى محامو بديع الزمان بدفاعاتهم وردّوا على التهم الموجهة إليه.
مقتطفات من دفاع المحامي «مهري حلاو»
إن مؤلف رسائل النور، أكثر المؤلفين والمحررين تواضعاً. وهو أعدى أعداء الشهرة والكبر، مُعرض عن متاع الدنيا، فلا مال ولا شهرة ولا سلطة. هذه كلها لا تبلغ طرف ثوبه، ولن تبلغ... هذا الرجل إن كان يحيا بخمسين غراماً من الخبز وبطبق من الحساء يومياً، فهو يعيش من أجل خدمة القرآن والإيمان. وما عداها لا أهمية عنده لشيء. فهل يوافق الحق والعدل والإنصاف والعلم والفكر الإنساني والفكر القانوني والمنطق والعقل أن يُتهم بتهمة المدح والثناء على مؤلفه وإدخال ذلك في نطاق الجرم ل»المادة ١٦٣»؟ أدع هذا لتقدير المحكمة السامي. وأتطرق إلى موضوع معارضة الحكومة بإيجاز:
يقف أمامكم منتظراً قراركم العادل بكمال الصفاء والإخلاص، رجل فريد في عصره، لم يتدن في عمره مطلقاً لكلام خلاف الصدق. وقد قال جهراً في أول جلسة للمحكمة: إنه مرتاح من الحكومة القائمة ويدعو الله لها بالتوفيق، وإن الحكومة التي أنتقدها ولم يرض عنها هي الحكومة السابقة. فلقد سعى مع جميع الشعب لتأسيس الحرية والديمقراطية واستبشر خيراً بحصول النتائج الحاصلة في هذا الشأن لترسيخ النظام واستقراره في القلوب. فمثلما
وعلى إثر هذا الطلب فقد بدأ الجمهور بالتراجع، وهكذا بدأت المحاكمة، إذ استدعت صاحب المطبعة الذي قام بالطبع كما استمعت إلى شهادة الشرطة. ثم قام بديع الزمان وقدم اعتراضه على تقرير الخبراء. وحينما أدركته صلاة العصر طلب السماح له بتأدية الصلاة، وأُجيب طلبه، إذ أعلن رئيس المحكمة انتهاء الجلسة الثانية.
وفي الجلسة الثالثة التي انعقدت في ٥/ ٣/ ١٩٥٢ اتخذت الحكومة احتياطات أمن مشددة، فوزّعت مئات من رجال الشرطة أمام المحكمة وداخلها حيث استطاعت بذلك تنظيم السيطرة على الآلاف من محبي وطلاب الأستاذ بديع الزمان.
في البداية استمعت المحكمة إلى شهادة الطالب الجامعي الذي قام بطبع هذه الرسالة. ثم ألقى محامو بديع الزمان بدفاعاتهم وردّوا على التهم الموجهة إليه.
مقتطفات من دفاع المحامي «مهري حلاو»
إن مؤلف رسائل النور، أكثر المؤلفين والمحررين تواضعاً. وهو أعدى أعداء الشهرة والكبر، مُعرض عن متاع الدنيا، فلا مال ولا شهرة ولا سلطة. هذه كلها لا تبلغ طرف ثوبه، ولن تبلغ... هذا الرجل إن كان يحيا بخمسين غراماً من الخبز وبطبق من الحساء يومياً، فهو يعيش من أجل خدمة القرآن والإيمان. وما عداها لا أهمية عنده لشيء. فهل يوافق الحق والعدل والإنصاف والعلم والفكر الإنساني والفكر القانوني والمنطق والعقل أن يُتهم بتهمة المدح والثناء على مؤلفه وإدخال ذلك في نطاق الجرم ل»المادة ١٦٣»؟ أدع هذا لتقدير المحكمة السامي. وأتطرق إلى موضوع معارضة الحكومة بإيجاز:
يقف أمامكم منتظراً قراركم العادل بكمال الصفاء والإخلاص، رجل فريد في عصره، لم يتدن في عمره مطلقاً لكلام خلاف الصدق. وقد قال جهراً في أول جلسة للمحكمة: إنه مرتاح من الحكومة القائمة ويدعو الله لها بالتوفيق، وإن الحكومة التي أنتقدها ولم يرض عنها هي الحكومة السابقة. فلقد سعى مع جميع الشعب لتأسيس الحرية والديمقراطية واستبشر خيراً بحصول النتائج الحاصلة في هذا الشأن لترسيخ النظام واستقراره في القلوب. فمثلما
Yükleniyor...