ثالثاً: لقد شعر أستاذنا بنوع من إحساس مسبق، نجاة العالم الإسلامي الحالي من سيطرة الأجانب وتوجهه إلى الاتفاق على صورة جماهير متحدة إسلامية فكان يتمنى هذا ويتصوره، بل دعا إليه بكل ما أوتي من قوة، لذا قدّر الحرية الشرعية حق قدرها. وقال في خطبه آنذاك: «إن لم تربّ الحرية بالتربية الإسلامية فستموت، ويولد مكانها الاستبداد المطلق».

رابعاً: لقد سمعنا من أستاذنا وعرفنا منه عن كثب أنه كان يعتقد أن السلطان عبد الحميد -من بين السلاطين- في حكم ولي من الصالحين، لوقوفه بصمود تجاه دسائس الأجانب وقواهم، وكونه خليفة معظم العالم الإسلامي، وسوقه العشائر الرحّل في الولايات الشرقية إلى مراقي المدنية والعسكرية بالقوات الحميدية، ومراعاته الشعائر الإسلامية ما استطاع إليها سبيلا وأدائه صلاة الجمعة في المسجد، واتخاذه شيخاْ فاضلا ومرشدا معنوياّ بصورة دائمة في قصره. فضلاً عن حسناته الأخرى.

طلاب النور الملازمون للأستاذ، ١٩٥٣. (117)

مطاليبه من السلطان

أ. إصلاح أوضاع شرقي الأناضول بإنشاء مدرسة الزهراء (118)

ب. إصلاح القصر

«انطلاقاً من مفهوم الحفاظ على مركز الخلافة وهو مركز المسلمين وموضع رابطتهم، والحيلولة دون ضياعه.. وظناً من كون حضرة السلطان عبد الحميد الثاني على استعداد لاستيضاح الأمر والندم على أخطائه الاجتماعية السابقة.. وأخذاً بالقاعدة الجليلة ﹛﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾|﹜ (النساء:١٢٨) لتخفيف الأحداث الحالية التي سارت بعنف وبذرت بذور الفتن والاضطرابات، وتحويلها إلى افضل ما يمكن.. لأجل كل ذلك قلت بلسان الجريدة للسلطان السابق ما يأتي:

اجعل قصر يلدز، ذلك النجم المنخسف، جامعة للعلوم ليرتفع إلى الأعالي كالثريا.


Yükleniyor...