الوقت نفسه كان الأستاذ يدعو الله سبحانه كثيراً ويذكر أسماء الطلاب في دعائه مستشفعاً برسول الله (ص) ومنادياً باسمه وأصحابه الكرام.

وكان يستيقظ من الليل مبكراً ليصلي صلاة التهجد وينهي أوراده وتسبيحاته قبل صلاة الفجر بساعة، ثم يتضرع باسطاً يديه للدعاء رافعاً بهما إلى السماء، فيطيل في الدعاء بمقدار ساعة كاملة تقريباً، ونحن في هذا الوقت لا نجرؤ على دخول غرفة الأستاذ حتى يفرغ من دعائه، علماً أنه كان ينام بعد صلاة العشاء مباشرة دون انتظار شيء. (63)

ليالي رمضان

كان الأستاذ في النصف الثاني من شهر رمضان المبارك يقيم الليل كله ولا ينام وما كان يسمح لنا أن ننام أيضاً. وفي أكثر الأحيان كان يتفقدنا فإذا رأى أحدنا نائماً يرش عليه الماء ويوقظه، فعلمنا السهر. فكنا نقيم الليالي المباركة ونبقى مستيقظين حتى صلاة الفجر وبعدها ننام. وكان يذكرنا بالحديث الشريف: «تَحَرّوا لَيلَة القَدر في الوتر من العَشر الأوَاخرِ من رَمضَان». (64) ويعلمنا بأن هذه الليالي تتضمن ليلة مباركة هي ليلة القدر يعادل الثواب فيها ثواب عبادة ثمانين سنة.

وكان الأستاذ ينشغل بأوراده طوال شهر رمضان ويقرأ جزءاً واحداً كاملاً من القرآن الكريم كل يوم ويحثنا على التلاوة فكنا نقرأ جزءاً كل يوم أيضاً. وكان يعطينا من زكاة فطره. ويقول لنا: «أنتم طلاب علوم، يمكنكم أن تتبادلوا فيما بينكم زكاة الفطر». فنقوم بتطبيق ما يأمرنا به. فكنا نبتاع القمح بتلك الدراهم. ففي بعض الأحيان كنا نوصي بعمل الخبز. ولا نصرف شيئاً ولا ننفق إلّا باقتصاد تام. (65)

[وقد لخص لي الأخ الكبير «مصطفى صونغور» مداومة الأستاذ على قراءة الأذكار والأوراد بالآتي: ]

كان الأستاذ لا يسمح قطعاً بترك الأذكار الواردة سنةً مؤكدة عقب الصلوات وهي «سبحان الله، الحمد لله، الله أكبر» ثلاثاً وثلاثين مرة وكذا «لا إله إلا الله» كما ورد ذلك في


Yükleniyor...