, الدرس الأخير حول العمل الإيجابي البنّاء (351)>
الذي ألقاه الأستاذ النورسي قبل وفاته على طلبة النور
«إخواني الأعزاء!
إن وظيفتنا هي العمل الإيجابي البنّاء وليس السعي للعمل السلبي الهدام. والقيام بالخدمة الإيمانية ضمن نطاق الرضى الإلهي دون التدخل بما هو موكول أمره إلى الله. إننا مكلفون بالتجمل بالصبر والتقلد بالشكر تجاه كل ضيق ومشقة تواجهنا وذلك بالقيام بالخدمة الإيمانية البناءة التي تثمر الحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي.
أقول متخذاً من نفسي مثالاً: إنني لم أنحن تجاه التحكم والتسلط منذ القدم. وهذا ثابت بكثير من الحوادث. فمثلاً: عدم قيامي للقائد العام الروسي، وكما أنني لم أعر أية أهمية على أسئلة الباشوات في ديوان المحكمة العسكرية العرفية الذين كانوا يهددوني بالشنق والإعدام. وطوري هذا تجاه القواد الأربعة تُبين عدم قبولي للتحكم والتسلط. إلّا أنني قابلت المعاملات الشائنة بحقي منذ ثلاثين سنة الأخيرة بالرضى والقبول، ذلك من أجل السعي للعمل الإيجابي والاجتناب عن السعي للعمل السلبي لئلّا أتدخل بما هو موكول أمره إلى الله. بل قابلتها بالرضى والصبر الجميل اقتداءً بنبي الله جرجيس عليه السلام وبالصحب الكرام الذين قاسوا كثيراً في غزوة بدر وغزوة أحد.
فمثلاً: إنني لم أدعُ حتى على المدعي العام الذي اتخذ علينا القرار الجائر رغم أنني قد أثبت أخطاءه البالغة واحداً وثمانين خطأً. لأن المسألة الأساسية في هذا الزمان هو الجهاد المعنوي، وإقامة السد المنيع أمام التخريبات المعنوية، وإعانة الأمن الداخلي بكل ما نملك من قوة.
نعم، إن في مسلكنا قوة. إلّا أننا لم نقم باستعمالها إلّا في تأمين الأمن الداخلي. لذا قمت طوال حياتي بتحقيق الأمن الداخلي اتباعاً لدستور الآية الكريمة: ﹛﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ اُخْرٰى﴾|﹜ (أي لا يجوز معاقبة إنسان بجريرة أخيه أو أحبائه). إن هذه القوة لا يمكن استعمالها إلّا ضد الهجمات الخارجية. إن وظيفتنا -وفق دستور الآية الكريمة المذكورة- هي الإعانة
الذي ألقاه الأستاذ النورسي قبل وفاته على طلبة النور
«إخواني الأعزاء!
إن وظيفتنا هي العمل الإيجابي البنّاء وليس السعي للعمل السلبي الهدام. والقيام بالخدمة الإيمانية ضمن نطاق الرضى الإلهي دون التدخل بما هو موكول أمره إلى الله. إننا مكلفون بالتجمل بالصبر والتقلد بالشكر تجاه كل ضيق ومشقة تواجهنا وذلك بالقيام بالخدمة الإيمانية البناءة التي تثمر الحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي.
أقول متخذاً من نفسي مثالاً: إنني لم أنحن تجاه التحكم والتسلط منذ القدم. وهذا ثابت بكثير من الحوادث. فمثلاً: عدم قيامي للقائد العام الروسي، وكما أنني لم أعر أية أهمية على أسئلة الباشوات في ديوان المحكمة العسكرية العرفية الذين كانوا يهددوني بالشنق والإعدام. وطوري هذا تجاه القواد الأربعة تُبين عدم قبولي للتحكم والتسلط. إلّا أنني قابلت المعاملات الشائنة بحقي منذ ثلاثين سنة الأخيرة بالرضى والقبول، ذلك من أجل السعي للعمل الإيجابي والاجتناب عن السعي للعمل السلبي لئلّا أتدخل بما هو موكول أمره إلى الله. بل قابلتها بالرضى والصبر الجميل اقتداءً بنبي الله جرجيس عليه السلام وبالصحب الكرام الذين قاسوا كثيراً في غزوة بدر وغزوة أحد.
فمثلاً: إنني لم أدعُ حتى على المدعي العام الذي اتخذ علينا القرار الجائر رغم أنني قد أثبت أخطاءه البالغة واحداً وثمانين خطأً. لأن المسألة الأساسية في هذا الزمان هو الجهاد المعنوي، وإقامة السد المنيع أمام التخريبات المعنوية، وإعانة الأمن الداخلي بكل ما نملك من قوة.
نعم، إن في مسلكنا قوة. إلّا أننا لم نقم باستعمالها إلّا في تأمين الأمن الداخلي. لذا قمت طوال حياتي بتحقيق الأمن الداخلي اتباعاً لدستور الآية الكريمة: ﹛﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ اُخْرٰى﴾|﹜ (أي لا يجوز معاقبة إنسان بجريرة أخيه أو أحبائه). إن هذه القوة لا يمكن استعمالها إلّا ضد الهجمات الخارجية. إن وظيفتنا -وفق دستور الآية الكريمة المذكورة- هي الإعانة
Yükleniyor...