قلت: ذهبوا لكسب العلم، فها هو الهندي الذي هو ابن الإسلام الكُفؤ يدرس في إعدادية الإنكليز. وها هو المصري الذي هو ابن الإسلام الذكي يتلقى الدرس في المدرسة الإدارية السياسية للإنكليز.. وها هو القفقاس والتركستان اللذان هما ابنا الإسلام الشجاعان يتدربان في المدرسة الحربية للروس..إلخ.
فيا هذا! إن هؤلاء الأبناء البررة النبلاء، بعد ما ينالون شهاداتهم، سيتولى كل منهم قارة من القارات، ويرفعون لواء أبيهم العادل، الإسلام العظيم، خفاقاً ليرفرف في آفاق الكمالات، معلنين سر الحكمة الأزلية المقدرة في بني البشر رغم كل شيء». (191)
تأليف ﮊجتة العوام «المناظرات»
وبعد وصوله إلى «وان» بدأ بإلقاء دروسه الاجتماعية ومحاضراته العلمية، متجولاً بين القبائل والعشائر مرشداً إياهم بأسلوب المحاورة ضمن أسئلة وأجوبة، ثم نشرها في رسالة -باللغة التركية- أسماها «المناظرات» (192) وكان يُجري في الوقت نفسه محاورات مع السياسيين والمسؤولين بغية نشر أنوار الإسلام في صفوفهم. (193)
من مقدمة الرسالة
«اعلموا أني لما سافرت ثاني سنتي المشروطية، قافلاً من العصر الذي تمثله إسطنبول، منحدراً إلى القرون الوسطى، متجولاً بين عشائر الأكراد، مترحلاً من بساتين الربيع رحلة الصيف إلى الخريف، متنقلاً رحلة الشتاء في البلاد العربية.. اتخذت من الجبال والبيد مدرسة درّست فيها المشروطية لهم. فحينئذ تراءى لي من شبهاتهم أنهم تصوروا المشروطية بصورة غريبة، واطلعت على شبهاتهم وأسئلتهم فإنها من واد واحد. فلأجل تشخيص المرض ألقيت إليهم مفتاح الكلام، فقلت فاسألوا حتى يداويه جوابي، فاستصوبوا.. لأن طبيعتهم المدارسةُ بالمناظرة والمناقشة..
فتعميماً للفائدة كتبت أسئلتهم معانقة بأجوبتي حتى توازرها، فينطق كتابي بدلاً عني، ويشافه عشائر الأكراد وأمثالهم الذين ما رأيتهم، وليترجم بلسان الأسئلة عن الذين لا يطيق
فيا هذا! إن هؤلاء الأبناء البررة النبلاء، بعد ما ينالون شهاداتهم، سيتولى كل منهم قارة من القارات، ويرفعون لواء أبيهم العادل، الإسلام العظيم، خفاقاً ليرفرف في آفاق الكمالات، معلنين سر الحكمة الأزلية المقدرة في بني البشر رغم كل شيء». (191)
تأليف ﮊجتة العوام «المناظرات»
وبعد وصوله إلى «وان» بدأ بإلقاء دروسه الاجتماعية ومحاضراته العلمية، متجولاً بين القبائل والعشائر مرشداً إياهم بأسلوب المحاورة ضمن أسئلة وأجوبة، ثم نشرها في رسالة -باللغة التركية- أسماها «المناظرات» (192) وكان يُجري في الوقت نفسه محاورات مع السياسيين والمسؤولين بغية نشر أنوار الإسلام في صفوفهم. (193)
من مقدمة الرسالة
«اعلموا أني لما سافرت ثاني سنتي المشروطية، قافلاً من العصر الذي تمثله إسطنبول، منحدراً إلى القرون الوسطى، متجولاً بين عشائر الأكراد، مترحلاً من بساتين الربيع رحلة الصيف إلى الخريف، متنقلاً رحلة الشتاء في البلاد العربية.. اتخذت من الجبال والبيد مدرسة درّست فيها المشروطية لهم. فحينئذ تراءى لي من شبهاتهم أنهم تصوروا المشروطية بصورة غريبة، واطلعت على شبهاتهم وأسئلتهم فإنها من واد واحد. فلأجل تشخيص المرض ألقيت إليهم مفتاح الكلام، فقلت فاسألوا حتى يداويه جوابي، فاستصوبوا.. لأن طبيعتهم المدارسةُ بالمناظرة والمناقشة..
فتعميماً للفائدة كتبت أسئلتهم معانقة بأجوبتي حتى توازرها، فينطق كتابي بدلاً عني، ويشافه عشائر الأكراد وأمثالهم الذين ما رأيتهم، وليترجم بلسان الأسئلة عن الذين لا يطيق
Yükleniyor...