شجرة الدلب مثالاً
«لما كانت الكائنات في حكم شجرة، يمكن اتخاذها إذن مثالاً لإظهار حقائق الكائنات. فنأخذ هذه الشجرة الضخمة التي أمام غرفتنا، وهي شجرة الدُلب العظيمة، بوصفها مثالاً مصغراً للكائنات. وسنبين تجلي الأحدية في الكائنات بوساطتها، على النحو الآتي:
إنَّ لهذه الشجرة ما لا يقل عن عشرة آلاف ثمرة، ولكل ثمرةٍ ما لا يقل عن مئات من البذور المجنّحة، أي إن كل هذه الأثمار العشرة آلاف والمليون من البذور تكون موضع الإيجاد والإتقان في آن واحد، بينما توجد العقدةُ الحياتية في البذرة الأصلية لهذه الشجرة، وفي جذرها وفي جذعها، وهي شيءٌ جزئي ومشخّص من تجلي الإرادة الإلهية ونواةٌ من الأمر الرباني. وبهذا التجلي الجزئي تتكون مركزيةُ قوانين تشكيل الشجرة، الموجودةُ في بداية كل غصن وداخل كل ثمرة وجنب كل بذرة، بحيث لا تدع شيئاً ناقصاً لأي جزء من أجزاء الشجرة ولا يمنعها مانع.
ثم إن ذلك التجلي الواحد للإرادة الإلهية والأمر الرباني، لا ينتشر إلى كل مكان، كانتشار الضياء والحرارة والهواء، لأنه لا يترك أثراً في تلك المسافات البعيدة للأماكن التي يذهب إليها، وفي المصنوعات المختلفة، بل لا يُرى له أثر قط. إذ لو كان ذلك بالانتشار لبَانَ الأثر. وإنما يكون جنب كل جزء من الأجزاء دون تجزئة ولا انتشار. ولا تنافي تلك الأفعال الكلية أحديته وذاتيته.
لذا يصح أن يقال: إن ذلك التجليَ للإرادة وذلك القانونَ الأمري، وتلك العقدةَ الحياتية موجودةٌ جنب كل جزء من الأجزاء، ولا ينحصر في أي مكان أصلاً..» (119)
تأمُّل بالعربية
«بينما كنتُ متأملاً ومستغرقاً في تفكر يخص الأحدية، نظرت إلى ثمرات شجرة الدلب القريبة من غرفتي، فخطر إلى القلب تفكر متسلسل بعبارات عربية، فكتبتُه كما ورد بالعربية وسأذكر توضيحاً مختصراً له.
«لما كانت الكائنات في حكم شجرة، يمكن اتخاذها إذن مثالاً لإظهار حقائق الكائنات. فنأخذ هذه الشجرة الضخمة التي أمام غرفتنا، وهي شجرة الدُلب العظيمة، بوصفها مثالاً مصغراً للكائنات. وسنبين تجلي الأحدية في الكائنات بوساطتها، على النحو الآتي:
إنَّ لهذه الشجرة ما لا يقل عن عشرة آلاف ثمرة، ولكل ثمرةٍ ما لا يقل عن مئات من البذور المجنّحة، أي إن كل هذه الأثمار العشرة آلاف والمليون من البذور تكون موضع الإيجاد والإتقان في آن واحد، بينما توجد العقدةُ الحياتية في البذرة الأصلية لهذه الشجرة، وفي جذرها وفي جذعها، وهي شيءٌ جزئي ومشخّص من تجلي الإرادة الإلهية ونواةٌ من الأمر الرباني. وبهذا التجلي الجزئي تتكون مركزيةُ قوانين تشكيل الشجرة، الموجودةُ في بداية كل غصن وداخل كل ثمرة وجنب كل بذرة، بحيث لا تدع شيئاً ناقصاً لأي جزء من أجزاء الشجرة ولا يمنعها مانع.
ثم إن ذلك التجلي الواحد للإرادة الإلهية والأمر الرباني، لا ينتشر إلى كل مكان، كانتشار الضياء والحرارة والهواء، لأنه لا يترك أثراً في تلك المسافات البعيدة للأماكن التي يذهب إليها، وفي المصنوعات المختلفة، بل لا يُرى له أثر قط. إذ لو كان ذلك بالانتشار لبَانَ الأثر. وإنما يكون جنب كل جزء من الأجزاء دون تجزئة ولا انتشار. ولا تنافي تلك الأفعال الكلية أحديته وذاتيته.
لذا يصح أن يقال: إن ذلك التجليَ للإرادة وذلك القانونَ الأمري، وتلك العقدةَ الحياتية موجودةٌ جنب كل جزء من الأجزاء، ولا ينحصر في أي مكان أصلاً..» (119)
تأمُّل بالعربية
«بينما كنتُ متأملاً ومستغرقاً في تفكر يخص الأحدية، نظرت إلى ثمرات شجرة الدلب القريبة من غرفتي، فخطر إلى القلب تفكر متسلسل بعبارات عربية، فكتبتُه كما ورد بالعربية وسأذكر توضيحاً مختصراً له.
Yükleniyor...