قبل السياسيين والعلماء وتقييمها وفق المصلحة الإسلامية يمكن إصدار الفتوى، إذ حصل انقلاب في بعض الحقائق، حيث استبدلت الأضداد أسماءها ومواقعها، فتطلق العدالة على الظلم، والبغي على الجهاد، والحرية على الأسر». (248)

[واقترح لإصلاح الأوضاع في دار الحكمة الآتي: ]

«إن استخدام أي شيء في غير موضعه يكون مآله التعطل، ولا يبين أثره المرجو منه. فدار الحكمة الإسلامية التي أنشئت لغاية عظيمة، إذا خرجت من طورها الحالي أشركت في الشورى مع رؤساء الدوائر الأخرى في المشيخة وعُدّت من أعضائها، واستُدعي لها نحو من عشرين من العلماء الأجلاء الموثقين من أنحاء العالم الإسلامي كافة، عندها يمكن أن يكون هناك أساس لهذه المسألة الجسيمة». (249)

سنة ١٩١٩م/ ١٣٢٧ه

معاناته مما لحقت بالأمة الإسلامية

عندما كان يُسأل عمّا يعانيه من آلام نتيجة المصائب والهزائم التي لحقت بالدولة العثمانية كان يجيب:

«إنني أستطيع أن أتحمل كل آلامي الشخصية، ولكن آلام الأمة الإسلامية سحقتني. إنني أشعر بأن الطعنات التي وجّهت إلى العالم الإسلامي وجهت إلى قلبي أولاً، ولهذا ترونني مسحوق الفؤاد، ولكني أرى نوراً سينسينا هذه الأيام الحالكة بإذن الله». (250)

حوار في رؤيا

«كنت في أيلول سنة ١٩١٩ أتقلب في اضطراب شديد، من جراء اليأس البالغ الذي ولّدته حوادث الدهر. كنت أبحث عن نور بين هذه الظلمات المتكاثفة القاتمة.. لم أستطع أن أجده في يقظة هي رؤيا في منام. بل وجدته في رؤيا صادقة هي يقظةٌ في الحقيقة.

سأسجل هنا تلك النقاط التي استنطقتها وأُجريت على لساني من كلام، دون الخوض في التفاصيل. وهي كالآتي:


Yükleniyor...