التي تهاجمهم بعنف وتفنّد أباطيلهم وتشد من عزائم المسلمين.. وعُرض عليه نشاط «بديع الزمان» الدائب في فضح سياسة المحتلين وتأليب الناس عليهم.

قرر القائد الإنكليزي إعدام الأستاذ النورسي، ولكن عندما أُعلم أن هذا القرار سيثير غضب الأمة كلها ويزيد سخطها، وسيدفعهم إلى القيام بأعمال عدائية مهما كلّفهم ذلك، تخلّى عن قرار الإعدام، إلّا أن سلطات الاحتلال لم تفتر عن ملاحقة الأستاذ.

ولما سمع قواد حركة التحرير في الأناضول بتأثير هذه الرسالة في أوساط العامة والخاصة، وعن أعمال «بديع الزمان» ضد المحتلين في إسطنبول دَعَوه إلى «أنقرة» مرتين تقديراً لأعماله البطولية وخدماته الجليلة نحو الأمة والبلاد، إلّا أن الأستاذ النورسي آثر البقاء في إسطنبول يجابه الأعداء مباشرة ورفض الدعوة قائلاً:

«إنني أريد أن أجاهد في أكثر الأماكن خطراً، وليس من وراء الخنادق، وأرى أن مكاني هنا أخطر من الأناضول». (257)

سنة ١٩٢١م/ ١٣٣٩ه

جواب للكنيسة الإنكليكية

«وحينما احتل الإنكليز إسطنبول، ودمرّوا المدافع في المضيق في إسطنبول سأل في تلك الأيام رئيس أساقفة الكنيسة الإنكليكية من المشيخة الإسلامية (258) ستة أسئلة، وكنت حينئذٍ عضواً في دار الحكمة الإسلامية فقالوا لي:

أجب عن أسئلتهم بستمائة كلمة كما يريدون.

قلت: إن جواب هذه الأسئلة ليس ستمائة كلمة ولا ست كلمات ولا كلمة واحدة، بل بصقة واحدة.

لأنه عندما داست تلك الدولة بأقدامها مضايقنا وأخذت بخناقنا كما ترون، ينبغي البصاق في وجه رئيس أساقفتهم إزاء أسئلته التي سألها بكل غرور.


Yükleniyor...