وهكذا طرحتُ عليهم مشروع بناء جامعة في مدينة «وان» باسم «مدرسة الزهراء» على غرار الأزهر الشريف.. حتى إنني وضعت حجرها الأساس بنفسي، ولكن ما إن اندلعت الحرب العالمية الأولى حتى شكلت من طلابي والمتطوعين «فرق الأنصار» وتوليت قيادتهم، فخضنا معارك ضارية في جبهة القفقاس مع الروس المعتدين في «بتليس».. (40)

ثم بعد حوالي ست سنوات ذهبتُ إلى أنقرة، وسعيت في إنجاز تلك الحقيقة، وفعلاً وافق مائة وثلاثة وستون نائباً في مجلس الأمة من بين مائتي عضو على تخصيص خمسة عشر ألف ليرة ورقية لبناء مدرستنا، ولكن يا للأسف -ألف ألف مرة- سدّت جميع المدارس الدينية، ولم أستطع أن أنسجم معهم فتأخر المشروع أيضاً. (41)

وإنه لفأل حسن بعد انكسار حدّة الاستبداد الرهيب «سنة ١٩٥٠» الذي دام خمساً وعشرين سنة، والذي أنهى حياة المدارس الشرعية، قرارُ وزير المعارف «توفيق إيلري» على إنشاء مدرسة الزهراء في «وان» باسم جامعة الشرق، واستصوب رئيس الجمهورية «جلال بايار» -من حيث لم يحتسب- قرار الوزير وجعله ضمن قائمة المسائل المهمة. وهذا ما كان يتمناه سعيد قبل أربعين سنة، وسيتحقق بإذن الله. (42) حيث أدخل رئيس الجمهورية إنشاء الجامعة في الشرق ضمن المسائل السياسية المهمة، حتى إنه حاول إصدار قانون لتخصيص ستين مليوناً من الليرات لإنشائها..» (43)

تحققها برسائل النور منهجاً وطلاباً

«إن المولى القدير أسس برحمته الواسعة الخصائص المعنوية لتلك المدرسة وهويتها في إسبارطة فأظهر رسائل النور للوجود. وسيوفق -إن شاء الله- طلاب النور إلى تأسيس الجهة المادية لتلك الحقيقة أيضاً. (44) ولكن لما كان هناك موانع كثيرة جداً تحول دون إنشاء مدرسة الزهراء بصورتها المادية، فهي الآن الدائرة الشاملة لطلاب النور. (45)


Yükleniyor...