دروس النور والسياسة
كان الأستاذ يرشد الذين يأتون إلى زيارته من السياسيين والمهتمين بالأمور الاجتماعية قائلا لهم: «إن طلاب النور ليست لهم أية علاقة مع السياسة، فيجب والحالة هذه ألا يتوجس أهل الدنيا من طلاب النور خيفة أبداً لأننا نعمل للآخرة وليس للدنيا. وبما أن غاية المنتسبين لرسائل النور هو إرضاء الله -سبحانه- وحده فهم بقدر استطاعتهم لا يرغبون في أن يتدخلوا بأمور السياسة وتياراتها في المجتمع، لأن الذين يأتون لتلقي الدروس الإيمانية لا يمكن أن ينظر إليهم نظرة الأغيار إذ لا فرق بين صديق وعدو في أثناء الدرس».
وذات يوم قال أيضاً: «في الدروس الإيمانية لا يمكن التفرقة بين الطلاب، فإن كان ابن مصطفى كمال جالساً في درس من دروس النور مع ابن عبد المجيد -يقصد أخاه- لا يميّز بينهم، فكل واحد يأخذ نصيبه من الدرس. بينما مسألة الانحياز في السياسة إلى طرف معين يفسد هذا المعنى فيفسد الإخلاص، ولهذا السبب فقد تحمل طلاب النور المصاعب والأهوال والمضايقات لكي لا يصبح النور آلة لأي شيء، فلم يمدوا أيديهم إلى السياسة. وبما أن رسائل النور قد حطمت الكفر المطلق وحطمت الفوضى المتسترة تحت الكفر المطلق وقاومت الاستبداد المطلق الذي يلبسه الكفر المطلق فإنها من هذه الجهة فقط قد تمس السياسة.
كان الأستاذ قد أثبت من خلال المصاعب والمتاعب التي مرت عليه خلال خمس وعشرين سنة بالمحاكمات وغيرها بأنه لا يستبدل ملك الدنيا كلها وسلطنتها بأدنى مسألة إيمانية. (96)
الحذر
كنا نشتري له رغيفاً واحداً في الأسبوع وعند الشراء كان يتفحص الخبز بدقة لأنه كان هناك من يريد الإضرار بالأستاذ بدس السم في طعامه، فنحن أيضاً كنا لا نأخذ ما يعطيه الخباز لنا، بل نختار بأنفسنا ما نريده. أما عند شرائنا اللبن فقد كنا نختار ماعوناً واحداً من بين مئات المواعين، فلا عجب في هذا العمل إذ الأستاذ قد سُمّم سبع عشرة مرة.
وعندما كنا نجلب الماء للأستاذ كان الناس يريدون أن يساعدونا لمعرفتهم لنا أننا خدام
كان الأستاذ يرشد الذين يأتون إلى زيارته من السياسيين والمهتمين بالأمور الاجتماعية قائلا لهم: «إن طلاب النور ليست لهم أية علاقة مع السياسة، فيجب والحالة هذه ألا يتوجس أهل الدنيا من طلاب النور خيفة أبداً لأننا نعمل للآخرة وليس للدنيا. وبما أن غاية المنتسبين لرسائل النور هو إرضاء الله -سبحانه- وحده فهم بقدر استطاعتهم لا يرغبون في أن يتدخلوا بأمور السياسة وتياراتها في المجتمع، لأن الذين يأتون لتلقي الدروس الإيمانية لا يمكن أن ينظر إليهم نظرة الأغيار إذ لا فرق بين صديق وعدو في أثناء الدرس».
وذات يوم قال أيضاً: «في الدروس الإيمانية لا يمكن التفرقة بين الطلاب، فإن كان ابن مصطفى كمال جالساً في درس من دروس النور مع ابن عبد المجيد -يقصد أخاه- لا يميّز بينهم، فكل واحد يأخذ نصيبه من الدرس. بينما مسألة الانحياز في السياسة إلى طرف معين يفسد هذا المعنى فيفسد الإخلاص، ولهذا السبب فقد تحمل طلاب النور المصاعب والأهوال والمضايقات لكي لا يصبح النور آلة لأي شيء، فلم يمدوا أيديهم إلى السياسة. وبما أن رسائل النور قد حطمت الكفر المطلق وحطمت الفوضى المتسترة تحت الكفر المطلق وقاومت الاستبداد المطلق الذي يلبسه الكفر المطلق فإنها من هذه الجهة فقط قد تمس السياسة.
كان الأستاذ قد أثبت من خلال المصاعب والمتاعب التي مرت عليه خلال خمس وعشرين سنة بالمحاكمات وغيرها بأنه لا يستبدل ملك الدنيا كلها وسلطنتها بأدنى مسألة إيمانية. (96)
الحذر
كنا نشتري له رغيفاً واحداً في الأسبوع وعند الشراء كان يتفحص الخبز بدقة لأنه كان هناك من يريد الإضرار بالأستاذ بدس السم في طعامه، فنحن أيضاً كنا لا نأخذ ما يعطيه الخباز لنا، بل نختار بأنفسنا ما نريده. أما عند شرائنا اللبن فقد كنا نختار ماعوناً واحداً من بين مئات المواعين، فلا عجب في هذا العمل إذ الأستاذ قد سُمّم سبع عشرة مرة.
وعندما كنا نجلب الماء للأستاذ كان الناس يريدون أن يساعدونا لمعرفتهم لنا أننا خدام
Yükleniyor...