وعندما سئل: «لماذا يتكلم الناس جميعاً هذا الكلام؟»

قال: «إنه لا يشيع أمرٌ لا أساس له بين الناس بهذه السرعة. فالخطأ مني، وقد عوقبتُ به بعقوبتين، أولاها: عتاب الله سبحانه، والأخرى: كلام الناس عليّ.

أما السبب الأساس لهذا الأمر فهو تركي الورد الشريف الذي اعتدت على قراءته كل ليلة. فلقد أحسّتْ روحُ الناس هذه الحقيقة إلّا أنها لم تستوعبها تماماً ولم تعرف الخطأ فأطلقت اسماً آخر على تلك الحقيقة».

وفي شيروان جاءه رجل من إحدى قرى سعرد وقال له: «لقد ظهر في سعرد عالم صغير يترواح عمره بين الرابعة عشر والخامسة عشر عاماً ولكنه غلب كل علماء المدينة، لذا أرجو منكم الذهاب إلى هناك لمناظرته».

لبّى سعيد هذه الدعوة وتهيأ للسفر معه، وبعد أن تركا المدينة وسارا لمدة ساعتين سأل سعيد مرافقه الداعي عن أوصاف ذلك الفتى العالم. فقال له: «إنني لا أعرف اسمه، ولكنه كان يلبس ملابس الدراويش عند قدومه مدينتنا ثم تزيّا بزي طلاب المدارس الدينية، وأفحم جميع العلماء».

عند ذلك علم سعيد بأن ذلك العالم الفتى لم يكن إلّا نفسه، أي إنه كان مسافراً لمناظرة نفسه! لذا رجع إلى شيروان. ثم ذهب إلى إحدى قصبات مدينة سعرد تُدعى تِيلُّو (52) حيث اعتكف هناك. (53)

سنة ١٨٩٤م/ ١٣١١ه

انزواؤه في تِيلُّو

«كنت آنذاك منزوياً -كحالي الآن- تحت قبة خالية، فكانوا يأتون لي بالحساء، وكنت أقوم بإعطاء النمل حبات الحساء واكتفي بغمس الخبز في سائل الحساء. سألوني في محكمة «أسكي شهر» عن السبب فقلت: «إن أمة النمل وكذلك النحل تعيش في نظام جمهوري، وأعطي النمل الحبات احتراماً لنظامها الجمهوري».


Yükleniyor...