معارضة الاتحاد والترقي وعدّ محبتهم غير مشروعة

إن خطأ أعضاء تركيا الفتاة نابع من عدم معرفتهم بأن الدين أساس الحياة. فظنوا أن الأمة شيء والإسلام شيء آخر وهما متمايزان! ذلك لأن المدنية الحاضرة أوحت بذلك واستولت على الأفكار بقولها: «إن السعادة هي في الحياة نفسها». إلّا أن الزمان أظهر الآن أن نظام المدنية فاسد ومضر. والتجارب القاطعة أظهرت لنا أن الدين حياة للحياة ونورها وأساسها. إحياء الدين إحياء لهذه الأمة. والإسلام هو الذي أدرك هذا. إن رقي أمتنا هو بنسبة تمسكها بالدين، وتدنيها هو بمقدار إهمالها له، بخلاف الأديان الأخرى. هذه حقيقة تاريخية، قد تنوسيت. (147)

س: كنتَ تعارض الاتحاد والترقي، إلّا أنك تسكت عليهم الآن.

قلت: لكثرة هجوم الأعداء عليهم.

إن هدف الهجوم الذي يشنه الأعداء هو العزم والثبات اللذان يتحلّون بهما وعدم كونهم وسيلة لتنفيذ مآرب الأعداء في تسميم أفكار المسلمين. وهذا من حسناتهم. إنني أرى أن الطريق طريقان؛ ككفتي الميزان. خفة إحداهما تولد ثقل الأخرى. فأنا لا أصفع «أنور»(∗) بجانب «أنترانيك»، (148) ولا أصفع «سعيد حليم»(∗) بجانب «فنزيلوس»(∗) وفي نظري أن الذي يصفعهما سافل منحط. (149)

نعم، إنني عارضت شعبة -الاتحاد والترقي- المستبدة هنا، تلك التي أذهبت شوق الجميع وأطارت نشوتهم وأيقظت عروق النفاق والتحيّز وسببت التفرقة بين الناس وأوجدت الفرق والأحزاب القومية، وتسمّت بالمشروطية بينما مثلت الاستبداد في الحقيقة، بل حتى لطخت اسم الاتحاد والترقي. (150)

ولقد كان تسعون بالمائة من هذه الحركة (151) موجهة ضد الاتحاد والترقي وضد استبدادهم ودكتاتوريتهم. (152)


Yükleniyor...