كانوا في وضع يرون الروس. فقال لطلابه الفدائيين: أصدقائي.. لا تقفوا في مواضعكم هكذا، اتركوني وشأني. فإني لا أسامحكم، اسعوا لإنقاذ أنفسكم.

فأجابوه: لا نتركك قطعاً وأنت في هذا الوضع. فلنستشهد ونحن في خدمتكم.

وهكذا ظلوا مع أستاذهم حتى أسَرَهُم الروس. (224)

ثم سيقوا إلى وان، جلفا، تفليس، كيلو غريف، قوصتورما. وظل في الأسر سنتين ونصف السنة تقريباً حتى تمكن من الفرار وعاد إلى إسطنبول سنة ١٣٣٦ه. (225)

[يسجل عبدالمجيد تاريخ الأسر لدى استنساخه «إشارات الإعجاز» وانسكاب الحبر بالآتي:]

هذا النقش الغريب في هذا المبحث العجيب وقع توافقاً حينما نسخته في دياربكر بدار جودت بك في تسعة عشر من شباط عصر ليلة الجمعة صادف سقوط بتليس وأسارة المؤلف «بديع الزمان» تلك الليلة (226) فكأن حصول هذا النقش على هذه الصحيفة في تلك الليلة إشارة -والله أعلم- إلى إراقة دماء مَن في معية المؤلف من الطلبة وأسْرِه في تلك الليلة في بتليس. اه.. (227)

ذكريات من أيام الأسر

«عندما كنت أسيراً في روسيا، كانت الشمس لا تغرب أسبوعاً في مكان قريب منا، حتى كان الناس يخرجون لمشاهدة المنظر الغريب للغروب. (228)


Yükleniyor...