حفظ الإيمان لا حفظ الطريقة

يقول ملا حميد: في أول زيارتي للأستاذ وأنا أحسبه شيخاً من شيوخ الصوفية بادرني بالقول وقبل أن أتكلم بشيء: «أخي أنا لست شيخاً، أنا إمام كالغزالي والإمام الرباني، فأنا مثلهم إمام، فعصرنا عصر حفظ الإيمان لا حفظ الطريقة».

الرعاية باتباع السنة

وفي إحدى زياراتي للأستاذ شربنا الشاي عنده، ولم أنهِ ما في القدح من شاي، وبقيت فيه فضلة منه، فقال لي الأستاذ: أخي أنت لا تعرف السنّة.

كان يقصد إرشادنا بأن إنهاء الشيء في القدح سنة من سنن الرسول (ص) وترك الفضلة فيه إسراف والإسراف خلاف السنة. (77)

أثر التواضع

كنت طالباً في كلية الآداب، بينما أنا جالس في الصف أستمع إلى الدرس إذ جاء أحدهم وقال لي: إن رجلاً في الباب يطلبك فأسرع إليه، فلما أتيته رأيت شاباً رشيقاً وجميلاً يرتدي زي القرويين، عرّف نفسه قائلاً: أنا المعلم «مصطفى صونغور» جئت إليك من عند الأستاذ.

وأخذ يضمني إلى صدره، وأنا في حالة خجل شديد لا أرغب في الاحتضان، حيث كنت أقول في نفسي كيف أحتضن هذا القروي وأنظار الطلاب من أهل المدينة مصوبة إلينا، فقد رأيت أن نفسي تستنكف الموقف الحرج. ولكن شخصية هذا الشاب القوية وإخلاصه التام وتضحيته في سبيل الإيمان وحبه الجم لرسائل النور قد أثرت فيّ كثيراً. فالذي أريد أن أقوله هو أن رسائل النور والأستاذ نفسه يكسبان الإنسان حالة صميمة وخالصة وجادة، ويجعلان الإنسان يتوجه إلى الباري عز وجل بقلب سليم وبتواضع حقيقي دون غرور أو حب للنفس، حيث يصبح الإنسان فعلا في حالة فطرية جميلة وبصورة دائمة، لأنه ينظر دائماً إلى الوجه الحسن من أمور الدنيا ولا يفكر إلا بالجميل منها.

فهذه الحالات كانت تبرز بشكل أوضح عند الأستاذ. وأينما التقيتَ مع أي طالب


Yükleniyor...