الفصل السادس

في منفى قسطموني

(المدرسة النورية الثانية)

١٩٣٦-١٩٤٣م

مدرسة نورية ثانية

«عندما ساقوني منفياً إلى قسطموني بعد أن أكملت سنة محكوميتي في سجن «أسكي شهر» (179) وأنا الشيخ الهرم، مكثت موقوفاً هناك في مركز الشرطة حوالي ثلاثة أشهر. ولا يخفى عليكم مدى الأذى الذي يلحق بمثلي في مثل هذه الأماكن، وقد انعزل عن الناس، ولا يتحمل البقاء حتى مع أصدقائه الأوفياء، ولا يطيق أن يبدل زيّه الذي اعتاد عليه. (180)

فبينما كان اليأس يحيط بي من كل جانب، إذا بالعناية الإلهية تغيث شيخوختي، إذ أصبح أفراد الشرطة المسؤولون في ذلك المخفر بمثابة أصدقاء أوفياء، حتى كانوا يخرجونني متى شئت للاستجمام والتجوال في سياحة حول المدينة وقاموا بخدمتي كأي خادم خاص، فضلاً عن أنهم لم يصروا عليّ بلبس القبعة مطلقاً.

ثم دخلتُ المدرسة النورية التي كانت مقابل ذلك المخفر في قسطموني (181) وبدأت بتأليف الرسائل، وبَدأ كلٌ مِن «فيضي وأمين وحلمي وصادق ونظيف وصلاح الدين» وأمثالهم من أبطال النور (182) يداومون في تلك المدرسة لأجل نشر الرسائل وتكثيرها، وأبدوا


Yükleniyor...