إن كل مؤمن هو منتسب -معنىً- لجماعتنا، وصورة هذا الانتساب هو العزم القاطع على إحياء السنة النبوية في عالمه الخاص، فنحن ندعو باسم الشريعة أولئك المرشدين -وهم العلماء والمشايخ من طلاب العلوم- إلى الاتحاد قبل أي أحد سواهم». (169)

حادثة ٣١ مارت [١٣ نيسان ١٩٠٩م] (170)

«لقد شاهدتُ الحركة الرهيبة التي حدثت في ٣١ مارت لبضع دقائق، فسمعت مطالب عدة؛ فكما إذا أديرت ألوان سبعة بسرعة لا يظهر إلّا اللون الأبيض فكذلك لم يظهر من تلك المطالب إلّا لفظ الشريعة التي تخفف فساد تلك المطالب المتباينة من الألف إلى الواحد، وتنقذ العوام من الفوضى والاضطراب، والتي تحافظ حفاظاً معجزاً على السياسة من أن تكون لعبة بيد الأفراد. فأدركت أن الأمر ينساق إلى الفساد؛ إذ الطاعة قد اختلت، والنصائح لا تجدي؛ وإلّا كنت اندفع إلى إطفاء تلك النار مثلما كنت أطفئ غيرها، ولكن العوام هم الأغلبية، وأصدقائي غافلون وبسطاء، وأنا أظهر بمظهر الشهرة الكاذبة.

فبعد ثلاث دقائق انسحبتُ ذاهباً إلى «باقركُويْ» (171) كي أحُول بين معارفي وبين المشاركة في الأمر. وأوصيت كل من قابلني بعدم المشاركة. فلو كان لي نية في المشاركة -بمقدار أنملة- لكنت أظهر على مسرح هذا الحدث ظهوراً عظيماً حيث إن ملابسي تعلن عني وشهرتي التي لا أريدها ذائعةٌ بين الجميع. وربما كنت أثبت وجودي بمقاومة جيش


Yükleniyor...