هذا الكلام الرصين أُثير خطأً في وجه رجل ذي شأن (112) ما كان يليق به مثل هذه الصفعة، بل جدير بهذا الكلام أن يصفع به الوجه الغدار لهذا العصر الحامل لاستبداد رهيب يتستر بهذه الحرية». (113)

رؤيا تخص السلطان عبد الحميد

«رأيت السلطان في عالم المعنى، فقلت له: ابذل زكاة عمرك في الطريق الذي سلكه عمر الثاني -بن عبد العزيز- كي تكسب إقبال الأمة وتوجههم إليك والذي هو معنى البيعة والضرورة اللازمة لرئاسة المشروطية.

قال السلطان: «هب أنني سلكت مسلكه، فهل تستطيعون تقليد أطوار أهل ذلك الزمان؟ وهل لديكم ما لديهم من قوة الإسلام وصفاء القلب والأخلاق الرفيعة؟ قلت: إن ما لدينا من تيقظ الرأي العام واستكمال المبادئ والوسائل لاحتضان الحضارة يسد مسدّ تلك النقاط ويستحصلها متوجهاً نحو الرقي المطلوب».

قال: «وكيف أعمل؟»

قلت: «أظهر حسن نيتك بالمشروطية، إذ لم يُهرق دم في قلب الممالك، إسطنبول. وأنت برأفتك وشفقتك رضيت بها دون إراقة دم. فاجعل قصر يلدز المكروه لدى الناس محبوباً إليهم، وذلك بتنويره بملائكة الرحمة، العلماء العاملين، بدلاً من الزبانية السابقين. وحوّله إلى جامعة إسلامية تحيا فيها العلوم الإسلامية. وارفع من مستوى المشيخة الإسلامية والخلافة إلى ما يليق بهما. وداو -بقدراتك وثرواتك- ضعف الدين الذي أصيبت به الأمة في قلبها والجهل الذي أصيبت به في رأسها. وبذلك ترفعون قصر يلدز إلى أعلى مقام، إلى الثريا.. لتظل الأسرة العثمانية متربعةً على برج الخلافة ناشرة العدالة إلى الأرجاء. وحيث إنك إمام الأمة، اقتصد في الحاجيات الضرورية لتقتدي بك الأمة المسكينة التي عوّدت على الإسراف».


Yükleniyor...