من ذكريات «بارلا»

المضايقات تتوالى

«كنت فيها «بارلا» كلما أصابني الفتور في العمل للقرآن واستولى عليَّ التفكير بخاصةِ نفسي وإصلاح آخرتي، كان أحد ثعابين أهل الدنيا (106) يتسلط عليَّ، وأحد المنافقين يتعرض لي. وأنا على استعداد الآن أن أسرد على مسامعكم ثمانين حادثة من هذا النوع خلال ثماني سنوات قضيتُها في «بارلا»». (107)

نماذج من تلك المضايقات

«ولقد حدثت في الفترة الأخيرة اعتداءات شنيعة كثيرة على حقوق المؤمنين الضعفاء، من قبل الملحدين المتخفين وراء الأستار، وأخص بالذكر اعتداءهم عليّ تعدياً صارخاً، باقتحامهم مسجدي الخاص الذي عمّرته بنفسي، وكنا فيه مع ثلة من رفقائي الأعزاء، نؤدي العبادة، ونرفع الأذان والإقامة سراً. فقيل لنا: لِمَ تقيمون الصلاة باللغة العربية وترفعون الأذان سراً؟

نفد صبري في السكوت عليهم، وها أنذا لا أخاطب هؤلاء السفلة الدنيئين الذين حُرموا من الضمير، وليسوا أهلاً للخطاب، بل أخاطب أولئك الرؤساء المتفرعنين في القيادة الذين يلعبون بمقدرات الأمة حسب أهواء طغيانهم...» (108)

«إنه بتحريض من معلم فاقد للضمير وبمشاركته، أصدر المسؤول أمراً للدرك: «اجلبوا أولئك الضيوف»، ونحن في أذكار الصلاة في المسجد، والغاية من هذا التصرف هو إغضابي ولأقابلهم بالرفض والطرد -بأحاسيس سعيد القديم- إزاء هذا التصرف الاعتباطي غير القانوني.

ولم يدر ذلك الشقي أن سعيداً لا يدافع بعصا مكسورة في يده، وفي لسانه سيف ألماسي من مصنع القرآن الحكيم. بل يستعمل ذلك السيف. بيد أن أفراد الدرك كانوا رزينين راشدين،

Yükleniyor...