الرسائل، إذ لو بدأ الاعتراض لكان أعداؤنا المتسترون والملحدون ومن يوالونهم يتخذون ذلك الاعتراض ذريعة مهمة جداً لتهوين شأن رسائل النور وعلماء الدين معا. فالحمد لله حمداً لا حد له، لم يقاوم رسائل النور حتى أولئك العلماء الرسميون الذين تعرضت لهم الرسائل كثيراً». (47)

سنة ١٨٩٢م/ ١٣٠٩ه

إلى سعرد

بعد أن مكث مدة شهرين عند أخيه، ذهب إلى مدرسة «الملا فتح الله أفندي» في سعرد، فسأله الشيخ:

- كنت تقرأ «السيوطي» (48) في السنة الماضية فهل تقرأ «الملا جامي» (49) هذه السنة.؟

- نعم... لقد أنهيت قراءة الجامي.

فأيّما كتاب سأله عنه، أجاب بأنه أتمه. فتعجب من أمره إذ كيف يستطيع أحد أن يقرأ كل هذه الكتب في هذه الفترة القصيرة، حتى عبّر عن حيرته بأسلوب الملاطفة والمزاح:

- كنت مجنوناً في السنة الماضية، فهل ما زلت على جنونك؟

أجابه الملا سعيد:

- قد يكتم الإنسان الحقيقة عن الآخرين لئلا يداخله الغرور وليكسر نفسه الأمارة بالسوء، ولكن الطالب لا يستطيع سوى قول الحقيقة المحضة لأستاذه الذي يجلّه أكثر من والده. فإن تفضلتم بالأمر فأنا على استعداد للامتحان في الكتب التي ذكرتها.

فبدأ «الملا فتح الله» بطرح الأسئلة. فما سأل سؤالاً من أي كتاب كان إلّا وكان الجواب شافياً ووافياً.

وممن شاهد هذه المحاورة «الملا علي الصوران» الذي بدأ يتلقي الدرس من «الملا سعيد» علماً أنه كان قبل سنة واحدة أستاذاً لأستاذه.


Yükleniyor...