وأنا أقول مقتدياً بذلك البطل: «إن وظيفتي هي خدمة الإيمان، أما قبول الناس للإيمان والرضى به فهذا أمر موكول إلى الله. فأنا عليّ أن أؤدي ما عليّ من واجب، ولا أتدخل فيما هو من شؤونه سبحانه»». (84)

حسن الظن

لم يكن الأستاذ يقبل أن يغتاب أحد أمامه، فإذا ما قلنا في مجلسه: يا أستاذنا إن فلاناً قال كذا وكذا، يجيبنا بقوله: «أنتم على خطأ، إنه صديق حميم لي، وهو من قراء رسائل النور، وشخص مثله لا يقول ما تذكرونه عنه. كأنكم تريدون أن تقطعوا ما بيننا من علاقات ووشائج».

وأحياناً كانت ترده رسالة أو يقول له أحدهم: إن العالم الفلاني يعادي الأستاذ ورسائلَ النور، ويقول الأستاذ: إن هذا الرجل هو من أهل العلم فهو صديقنا، فيضطر القائل أن يسكت. وكان دائماً يحاول أن يؤَوِّل الأمور بحسن الظن ويحثنا على ذلك ويقول: «نحن مكلفون بحسن الظن».

الترابط الوثيق

ذات مرة جاءت من مدينة «قونيا» جماعتان من طلاب النور لزيارة الأستاذ فشكت الجماعة الأولى من تصرفات الجماعة الثانية إلى الأستاذ قائلين: إنهم لا يأخذون حذرهم ولا يحتاطون للأمر بل يقومون بإلقاء الدرس في المسجد. والجماعة الثانية شكت أيضاً من الجماعة الأولى، فقال لهم: «إخوتي! إن الإسلام لا حاجة له بخدمتكم وعملكم بقدر ما هو بحاجة ماسة إلى تساندكم وترابطكم، فعليكم أن تقرؤوا بين حين وآخر كلا من رسائل: «الإخلاص» و«الأخوة» و«الهجومات الست» فيما بينكم ذلك لأن تساندكم وإخلاصكم وثباتكم وصلابتكم السائدة فيما بينكم منذ البداية ستكون مفخرة لهذه البلاد».

وعندما كان الأستاذ يدرّس مواضيع الفداء والتضحية يذكر طلابه في الولايات الشرقية ذكراً حسناً ويضرب بهم الأمثال العالية. (85)


Yükleniyor...