ثم أمر بقوله: سوف أجري امتحاناً، فمن كان حقاً مريدي ويطعْ أمري فسيمضي إلى الجنة. فدعاهم إلى الخيمة واحداً إثر واحد، إلّا أنه ذبح خروفاً بطريقة خفية. وبدا للمريدين كأنه ذبح أحد مريديه الخواص وأرسله إلى الجنة. وما إن رأى ألوف المريدين جريان الدم من الخيمة إلى الخارج تراجعوا عنه ولم يسمعوا لأمره، بل رفضوه وأنكروا عليه، إلّا رجلاً واحداً قال: ليكن رأسي فداء له، فذهب إليه، ثم أعقبته امرأة. أما الآخرون فتفرقوا عنه. فقال ذلك الشيخ لرجال الدولة: ها قد شاهدتم أن لي مريداً ونصف مريد!

أما نحن فنشكره تعالى ألف شكر وشكر، إذ لم تفقد رسائل النور إلّا طالباً ونصف طالب في امتحان «أسكي شهر» ومحاكماتها، بخلاف ذلك الشيخ -في السابق- حيث انضم إلى الطلاب عشرة آلاف شخص بدلاً من الواحد والنصف الضائع، وذلك بفضل الله ثم همة وجهود أبطال «إسبارطة» وحواليها.

وبإذن الله لن يضيع الكثيرون في هذا الامتحان، بهمة أبطال شرقي البلاد وغربيها، بل نضم بدلاً من الضائع الواحد عشرة أشخاص». (171)

تنبيه في حكاية صغيرة

«كانت لعجوز ثمانية أبناء، أعطت لكل منهم رغيفاً دون أن تستبقي لها شيئاً، ثم أرجع كل منهم نصف رغيفه إليها، فأصبح لديها أربعة أرغفة، بينما لدى كل منهم نصف رغيف.

إخوتي إنني أشعر في نفسي نصف ما يتألم به كل منكم من آلام معنوية وأنتم تبلغون أربعين، إنني لا أبالي بآلامي الشخصية. ولكن اضطررت يوماً فقلت: «أهذا عقاب لخطئي وأُعاقب به» فتحريت عن الحالات السابقة، فشاهدت أنه ليس لدي شيء من تهييج هذه المصيبة وإثارتها، بل كنت أتخذ منتهى الحذر لأتجنبها.

بمعنى أن هذه المصيبة قضاء إلهيّ نازل بنا.. فلقد دُبّرت ضدنا منذ سنة من قبل المفسدين، فما كان بطوقنا تجنبها، فلقد حمّلونا تبعاتها فلا مناص لنا مهما كنا نفعل.

فللّه الحمد والمنة أن هوّن من شدة المصيبة من المائة إلى الواحد.

وبناء على هذه الحقيقة، فلا تمنّوا عليّ بقولكم: إننا نعاقب بهذه المصيبة من جرائك. بل سامحوني وادعوا لي.

Yükleniyor...