أن زوال الألم يورث لذةً معنوية، وأن مثل هذا العمر يعدّ نوعاً من العبادة، يظل باقياً من جهة، فيجعل صاحبَه يفوز بعمر خالد بثمرات خالدة خيّرة، ومن جهة أخرى يكون كفّارة للذنوب السابقة وتزكية للأخطاء التي سببت السجن. فمن زاوية النظر هذه، على المسجونين الذين يؤدون الفرائض أن يشكروا الله تعالى ضمن الصبر». (221)
إلى أخي العزيز الحافظ علي!
«لا تهتم لمرضك، نسأله تعالى أن يرزقك الشفاء. آمين. فإنك رابح غانم كثيراً، لأن كل ساعة من العبادة في السجن بمثابة اثنتي عشرة ساعة. فإن كنت محتاجاً إلى الدواء فلديّ بعضه لأرسله إليك. علماً أن وباءً خفيفاً منتشر في الأوساط. ففي اليوم الذي أذهب فيه إلى المحكمة أمْرَضُ بلا شك.. ولعلك أصبحت معيناً لي في ذلك فأخذت شيئاً من مرضي، كما كانت تحدث بطولات خارقة سابقاً، فيتمرض أحدهم بدلاً من أخيه أو يموت بدلاً منه». (222)
استشهاد الحافظ علي
«ثم دسّ الأعداء المتسترون السُّم في طعامي (223) ونُقل بطل النور الشهيد الحافظ علي على إثرها إلى المستشفى بدلاً عنى، ومن ثم ارتحل إلى عالم البرزخ أيضاً عوضاً عني، مما جعلنا نحزن كثيراً ونبكى بكاءً حاراً عليه.
لقد قلت يوماً -قبل نزول هذه المصيبة بنا- وأنا على جبل قسطموني، بل صرخت مراراً: يا إخواني «لا تلقوا اللحم أمام الحصان ولا العشب أمام الأسد» بمعنى: لا تعطوا كل رسالة أياً كان، حذراً من أن يتعرضوا لنا بسوء. وكأن الأخ الحافظ علي قد سمع بهاتفه المعنوي كلامي هذا «وهو على بُعد مسيرة سبعة أيام». فكتب إليّ -في الوقت نفسه- يقول: «نعم، يا أستاذي.. إنها من إحدى كرامات رسائل النور وخصائصها أنها لا تعطي الحصان اللحم ولا الأسد العشب، بل تعطى الحصان العشب والأسد اللحم» حتى أعطى ذلك العالِم رسالة الإخلاص، وبعد سبعة أيام تسلمنا رسالته هذه، وبدأنا بالعدّ والحساب فعلمنا أنه قد كتب تلك العبارة الغريبة نفسها في الوقت الذي كنت أرددها من فوق جبل قسطموني.
إلى أخي العزيز الحافظ علي!
«لا تهتم لمرضك، نسأله تعالى أن يرزقك الشفاء. آمين. فإنك رابح غانم كثيراً، لأن كل ساعة من العبادة في السجن بمثابة اثنتي عشرة ساعة. فإن كنت محتاجاً إلى الدواء فلديّ بعضه لأرسله إليك. علماً أن وباءً خفيفاً منتشر في الأوساط. ففي اليوم الذي أذهب فيه إلى المحكمة أمْرَضُ بلا شك.. ولعلك أصبحت معيناً لي في ذلك فأخذت شيئاً من مرضي، كما كانت تحدث بطولات خارقة سابقاً، فيتمرض أحدهم بدلاً من أخيه أو يموت بدلاً منه». (222)
استشهاد الحافظ علي
«ثم دسّ الأعداء المتسترون السُّم في طعامي (223) ونُقل بطل النور الشهيد الحافظ علي على إثرها إلى المستشفى بدلاً عنى، ومن ثم ارتحل إلى عالم البرزخ أيضاً عوضاً عني، مما جعلنا نحزن كثيراً ونبكى بكاءً حاراً عليه.
لقد قلت يوماً -قبل نزول هذه المصيبة بنا- وأنا على جبل قسطموني، بل صرخت مراراً: يا إخواني «لا تلقوا اللحم أمام الحصان ولا العشب أمام الأسد» بمعنى: لا تعطوا كل رسالة أياً كان، حذراً من أن يتعرضوا لنا بسوء. وكأن الأخ الحافظ علي قد سمع بهاتفه المعنوي كلامي هذا «وهو على بُعد مسيرة سبعة أيام». فكتب إليّ -في الوقت نفسه- يقول: «نعم، يا أستاذي.. إنها من إحدى كرامات رسائل النور وخصائصها أنها لا تعطي الحصان اللحم ولا الأسد العشب، بل تعطى الحصان العشب والأسد اللحم» حتى أعطى ذلك العالِم رسالة الإخلاص، وبعد سبعة أيام تسلمنا رسالته هذه، وبدأنا بالعدّ والحساب فعلمنا أنه قد كتب تلك العبارة الغريبة نفسها في الوقت الذي كنت أرددها من فوق جبل قسطموني.
Yükleniyor...