اللغة التركية، بينما يحرم الأكراد من العلوم والمعارف لعدم معرفتهم باللغة التركية ولعدم معرفة معلميهم باللغة المحلية، لذا لا يجدون أمامهم سوى الانخراط في المدارس الدينية طريقاً للمعرفة، مما يسبب شماتة الغرب لتفشي الجهل وحدوث الاضطرابات وانتشار الشبهات والأوهام فيما بينهم. وهذا ما يدعو أهل الغيرة والحمية إلى التأمل حيث الأكراد قد ظلوا في أماكنهم، بينما استفاد من هم أوطأ منهم من كل جهة منذ القدم من توقفهم هذا.

فهذه النقاط الثلاث تقض مضجع أهل البصيرة، لأنها تمهّد لضربة عنيفة توجّه إلى الأكراد في المستقبل.

وعلاج هذا النقص هو قيام الحكومة بفتح ثلاث مدارس نموذجية للتعليم في مواقع مختلفة من كردستان.

إحداها: في «بيت الشباب» التي هي مركز عشائر الأرتوشي.

ثانيتها: وسط «موتقان» و«بلقان» و«ساسون».

ثالثتها: في «وان» التي تمثل وسط «حيدران» و«سبكان».

وتدرس في هذه المدارس العلوم الدينية مع العلوم الحديثة الضرورية، وليكن في كل مدرسة خمسون طالباً في الأقل تتكفل الحكومة بمعاشهم.

ومن الأسباب المهمة لحياة كردستان المادية والمعنوية مستقبَلاً هو إحياء بعض المدارس. ويتم بإرساء أسس المعارف في هذه المنطقة، فتتقرر وحدة الأمة عليها، وتسلّم قوتها العظيمة -التي تضيع نتيجة الاختلافات الداخلية- إلى الحكومة لتوجيهها لمقاومة الأعداء في الخارج.

وبهذا يتيسر لأهل المنطقة السبيل لإظهار جوهر فطرتهم واستعدادهم لتقبل المدنية واستحقاقهم العدل». (19)

٣- المؤامرة الخبيثة على القرآن

«قبل (20) خمسة وستين عاماً أخبرني والٍ من الولاة أنه قرأ في الصحف: إن وزير المستعمرات البريطاني خطب وبيده نسخة من المصحف الشريف قائلاً: «إننا لا نستطيع أن


Yükleniyor...