إن أصحابي القريبين يعلمون هذا. ولاسيما صاحبي الدائم السيد سليمان يعلم أكثرها، فحظينا بتيسير إلهي ذي كرامة لا يخطر على بال، سواء في نشر «الكلمات» والرسائل الأخرى، أو في تصحيحها ووضعها في مواضعها وفي تسويدها وتبييضها. فلم يبق لدينا ريب -بعد ذلك- أن كل تلك العنايات الإلهية كرامة قرآنية.. ومثال هذا بالمئات.
ثم إننا نُربّى بشفقة ورأفة وتجري معيشتنا بعناية بحيث يُحسِن إلينا صاحب العناية الذي يستخدمنا في هذه الخدمة بما يحقق أصغر رغبة من رغبات قلوبنا، وينعم بها علينا من حيث لا نحتسب.. وهكذا.
فهذه الحالة إشارة غيبية في منتهى القوة إلى أننا نُستخدم في هذه الخدمة القرآنية ونُدفع إلى العمل مكللين بالرضا الإلهي مستظلين بظل العناية الربانية.
الحمد لله، هذا من فضل ربي.» (134)
عدم انتقادها
«على الرغم من انتشار «الرسائل» -بصورة عامة- انتشاراً واسعاً جداً، فإن عدمَ قيام أحد بانتقادها ابتداءً من أعظم عالم إلى أدنى رجل من العوام، ومن أكبر ولي صالح تقي إلى أحط فيلسوف ملحد عنيد، هؤلاء الذين يمثلون طبقاتِ الناس وطوائفَهم. ورغم أنها معروضة أمامَهم ويرونها ويقرءونها، وقد استفادت كلُّ طائفة منها حسب درجتها، بينما تعرّض قسم منهم إلى لطماتها وصفعاتها.. أقول: إنّ كلَّ ذلك ليس إلّا أثرَ عناية ربانية وكرامة قرآنية.. ثم إن تلك الأنماط من الرسائل التي لا تؤلَّف إلّا بعد بحث دقيق وتحرّ عميق، فإن كتابتها وإملاءها
Yükleniyor...