ثمنه. فقال: لِمَ تتعامل هكذا يا أستاذي، ما الحكمة فيه؟ قلت: لئلا أُنزل قيمة الدرس الذي تتلقاه -وهو بقيمة الألماس- إلى قيمة قطع زجاجية تافهة. فإنني أدع نفعي الخاص لأجل نفعك أنت!

نعم، إن درس الحقيقة الذي تأخذه من أستاذ لا يتنازل إلى حطام الدنيا ولا تزل قدمه إلى الطمع والذل، ولا يطلب عوضاً عن أدائه الحق والحقيقة، ولا يضطر إلى التصنع.. هذا الدرس هو بقيمة الألماس.

بينما الدرس الذي يُتلقى من أستاذ اضطر إلى أخذ الصدقات، وإلى التصنع للأغنياء وإلى التضحية حتى بعزته العلمية، في سبيل جلب أنظار الناس إليه، فمال إلى الرياء أمام الذين يتصدّقون عليه. وبهذا جوّز أخذ ثمرات الآخرة في الدنيا. أقول: إن هذا الدرس نفسه يهون في هذه الحالة إلى مستوى قطع زجاجية». (8)

٣- عدم السؤال من أي أحد كان

«وذلك لما عاهد رسول الله (ص) في رؤياه، (9) مع إجابته عن كل سؤال يُسأل عنه بأجوبة صائبة. فكان يقول: إنني لا أنكر علم العلماء الأفاضل، فلا داعي لطرح السؤال عليهم امتحاناً لهم. ولكن إن كان أحد يشك في علمي فله أن يسأل ما يشاء من الأسئلة فأنا أجيبه عنها». (10)

٤- الزهد والعزوف عن الدنيا

«كان سعيد القديم يخبر طلابه -في مؤلفاته القديمة وفي إفادة المرام لإشارات الإعجاز- ويقول لهم مكرراً: ستحدث زلزلة اجتماعية بشرية عظيمة، زلزلة مادية ومعنوية، وسيغبطونني على اعتكافي وانزوائي وبقائي عزباً. (11)

[فنذر نفسه لخدمة الإيمان والقرآن لاسيما بعدما سمع بمؤامرة خبيثة تحاك حول القرآن الكريم، حتى إنه ترك الزواج وبقي عزباً طوال حياته، ويعلله بالآتي: ]


Yükleniyor...