رسائل من سجن أسكي شهر
لطمة رحمة
«إخوتي! لقد أدركت أن التي نزلت بنا -مع الأسف- هي لطمة رحمة، أدركتها منذ حوالي ثلاثة أيام وبقناعة تامة. حتى إنني فهمت إشارة من الإشارات الكثيرة للآية الكريمة الواردة بحق العاصين لله، فهمتها كأنها متوجهة إلينا وتلك الآية الكريمة هي: ﹛﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِه... اَخَذْنَاهُمْ ...﴾|﹜ (169) أي لما نسي الذين ذُكّروا بالنصائح، ولم يعملوا بمقتضاها.. أخذناهم بالمصيبة والبلاء.
نعم، لقد كُتّبنا مؤخراً رسالة تخص سر «الإخلاص» وكانت حقاً رسالة رفيعة سامية، ودستوراً أخوياً نورانياً، بحيث إن الحوادث والمصائب التي لا يمكن الصمود تجاهها إلّا بعشرة آلاف شخص، يمكن مقاومتها -بسر ذلك الإخلاص- بعشرة أشخاص فقط. ولكن أقولها آسفاً: إننا لم نستطع وفي المقدمة أنا، أن نعمل بموجب ذلك التنبيه المعنوي، فأخذتنا هذه الآية الكريمة -بمعناها الإشاري- فابتلي قسم منا بلطمة تأديب ورحمة، بينما لم تكن لطمة تأديب لقسم آخر بل مدار سلوان لهم، وليكسبوا بها لأنفسهم الثواب.
نعم، إنني لكوني ممنوعاً عن الاختلاط منذ ثلاثة شهور لم أستطع أن أطلع على أحوال إخواني إلّا منذ ثلاثة أيام، فلقد صدر -مالا يخطر ببالي قط- ممن كنت أحسبهم من أخلص إخواني أعمالٌ منافية لسر الإخلاص. ففهمت من ذلك أن معنىً إشارياً للآية الكريمة ﹛﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِه... اَخَذْنَاهُمْ ...﴾|﹜ يتوجه إلينا من بعيد.
إن هذه الآية الكريمة التي نزلت بحق أهل الضلال مبعث عذاب لهم، وهي لطمة رحمة وتأديب لنا؛ لتربية النفوس وتكفير الذنوب وتزييد الدرجات. والدليل على أننا لم نقدر قيمة ما نملك من نعمة إلهية حق قدرها هو: أننا لم نقنع بخدمتنا القدسية برسائل النور المتضمنة لأقدس جهاد معنوي، ونالت الولاية الكبرى بفيض الوراثة النبوية، وهى مدار سر المشرب الذي تحلى به الصحابة الكرام. وأن الشغف بالطرق الصوفية التي نفعها قليل لنا في الوقت الحاضر، واحتمال إلحاقها الضرر بوضعنا الحالي ممكن، قد سُدّ أمامه بتنبيهي الشديد عليه..
لطمة رحمة
«إخوتي! لقد أدركت أن التي نزلت بنا -مع الأسف- هي لطمة رحمة، أدركتها منذ حوالي ثلاثة أيام وبقناعة تامة. حتى إنني فهمت إشارة من الإشارات الكثيرة للآية الكريمة الواردة بحق العاصين لله، فهمتها كأنها متوجهة إلينا وتلك الآية الكريمة هي: ﹛﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِه... اَخَذْنَاهُمْ ...﴾|﹜ (169) أي لما نسي الذين ذُكّروا بالنصائح، ولم يعملوا بمقتضاها.. أخذناهم بالمصيبة والبلاء.
نعم، لقد كُتّبنا مؤخراً رسالة تخص سر «الإخلاص» وكانت حقاً رسالة رفيعة سامية، ودستوراً أخوياً نورانياً، بحيث إن الحوادث والمصائب التي لا يمكن الصمود تجاهها إلّا بعشرة آلاف شخص، يمكن مقاومتها -بسر ذلك الإخلاص- بعشرة أشخاص فقط. ولكن أقولها آسفاً: إننا لم نستطع وفي المقدمة أنا، أن نعمل بموجب ذلك التنبيه المعنوي، فأخذتنا هذه الآية الكريمة -بمعناها الإشاري- فابتلي قسم منا بلطمة تأديب ورحمة، بينما لم تكن لطمة تأديب لقسم آخر بل مدار سلوان لهم، وليكسبوا بها لأنفسهم الثواب.
نعم، إنني لكوني ممنوعاً عن الاختلاط منذ ثلاثة شهور لم أستطع أن أطلع على أحوال إخواني إلّا منذ ثلاثة أيام، فلقد صدر -مالا يخطر ببالي قط- ممن كنت أحسبهم من أخلص إخواني أعمالٌ منافية لسر الإخلاص. ففهمت من ذلك أن معنىً إشارياً للآية الكريمة ﹛﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِه... اَخَذْنَاهُمْ ...﴾|﹜ يتوجه إلينا من بعيد.
إن هذه الآية الكريمة التي نزلت بحق أهل الضلال مبعث عذاب لهم، وهي لطمة رحمة وتأديب لنا؛ لتربية النفوس وتكفير الذنوب وتزييد الدرجات. والدليل على أننا لم نقدر قيمة ما نملك من نعمة إلهية حق قدرها هو: أننا لم نقنع بخدمتنا القدسية برسائل النور المتضمنة لأقدس جهاد معنوي، ونالت الولاية الكبرى بفيض الوراثة النبوية، وهى مدار سر المشرب الذي تحلى به الصحابة الكرام. وأن الشغف بالطرق الصوفية التي نفعها قليل لنا في الوقت الحاضر، واحتمال إلحاقها الضرر بوضعنا الحالي ممكن، قد سُدّ أمامه بتنبيهي الشديد عليه..
Yükleniyor...