شاركني في الدعاء

كان يقوم لصلاة التهجد كل ليلة. وكنت أحياناً أراه وهو يصلي فلا أستطيع النوم. وعندما كان يراني مستيقظاً يقول لي: ما دمت مستيقظاً فتعال وشاركني في الدعاء.

ولكني كنت أجهل قراءة أي دعاء، فكان يقول لي: سأدعو أنا وردِّد أنت بعدي: آمين، فأنا أدعو بدعاء سيدنا يونس عليه السلام (67) وبدعاء «أويس القرني» (68) وأطرق باب رحمة الله بهما.

وكنت أغفو أحياناً في أثناء الدعاء فكان ينظر إليّ ويقول: لقد كنتُ أنا أيضاً مثلك.. ولكنك ستتعود. (69)

لا راحة بعد اليوم

عندما كان ينشغل الأستاذ بعباداته وتضرعاته ومناجاته كان يجلس جلسة التشهد في الصلاة، وكان يطيل هذا النوع من الجلوس ساعات طوالا، حتى إنه من جراء هذا الجلوس تقرحت إصبع قدمه.

فذات يوم طلب من أحد طلابه وهو -مَلّا رَسُول-(∗) مرهماً لمداواة إصبعه الذي كان منهمكاً في إيقاد الحطب وإشعاله في الموقد. فالتفت إليه ملا رسول قائلاً: ونحن أيضاً نخشى الله ونخافه يا أستاذنا، ولكنك ترتعد من خشيتك حتى تكاد مرارتك تنفجر. فلو كنت تجلس مطمئناً مثلنا لما تقرحت إصبعك!

فأجابه قائلاً: ملا رسول! ملا رسول! لقد جئنا إلى هنا لكي نظفر بحياة أبدية خالدة، بهذا العمر القصير والدنيا القصيرة. أأعيش هنا كيفما أشاء ثم أدّعي الجنة وأطلبها.. لا يجوز هذا أبداً...! فلا أجرؤ على العيش كما أهوى!

كان الأستاذ يقول هذا وملا رسول يضع المرهم على الجرح أملا بالشفاء. (70)


Yükleniyor...