فانتظروا إلى اختتام الصلاة والأذكار -حيث لا تتدخل أية حكومة أو دولة في الصلاة وفي المسجد ما لم ينته أداء الصلوات والأذكار- فغضب المسؤول عن عملهم هذا وأرسل عقبهم الحارس قائلاً: إن الدرك لا يطيعونني!
ولكن الله سبحانه وتعالى لا يُشغلني بمثل هذه الحيّات. وأُوصي إخواني بأن لا تنشغلوا بهؤلاء ما لم تكن هناك ضرورة قاطعة، بل ترفّعوا عن التكلم معهم، حيث «جواب الأحمق السكوت».. ولكن انتبهوا إلى هذه النقطة:
كما إن إظهار نفسك ضعيفاً تجاه حيوان مفترس يشجعه على الهجوم عليك، كذلك إظهار الضعف بالتزلف إلى مَن يحمل طباع الحيوان المفترس يسوقه إلى الاعتداء.
لذا ينبغي للأصدقاء أن يتصرفوا بحذر لئلا يَستغل الموالون للزندقة عدم مبالاتهم وغفلتهم». (109)
أنواع الظلم يحوّلها المولى إلى أنواع من الفضل
«إنني أحمد الله تعالى حمداً لا أحصيه، إذ حوّل أنواع الظلم والمكاره التي جابهني بها أهل الدنيا إلى أنواع من الفضل والرحمة. وإليكم البيان:
بينما كنت منعزلاً في مغارة أحد الجبال، وقد طلّقت السياسة وتجردت عن الدنيا منشغلاً بأمور آخرتي، أخرجني أهل الدنيا من هناك ونفوني ظلماً وعدواناً. فجعل الخالق الرحيم الحكيم هذا النفي لي رحمة، إذ حوّل ذلك الانزواء في الجبل الذي كان معرّضاً لعوامل تخل بالإخلاص والأمان، إلى خلوة في جبال «بارلا» يحيط بها الأمن والاطمئنان والإخلاص. وقد عزمت عندما كنت أسيراً في روسيا ورجوت الله أن أنزوي في أواخر عمري في مغارة، فجعل أرحم الراحمين «بارلا» في مقام تلك المغارة ويسّر لي فائدتها ولم يحمّل كاهلي الضعيف متاعب المغارة وصعوباتها إلّا ما أصابتني من مضايقات بسبب أوهام وريوب كان يحملها بضعة أشخاص فيها، فهؤلاء الذين كانوا أصدقائي -وقد ركبتهم الأوهام ظناً منهم أنهم يعملون لصالحي ولراحتي- إلّا أنهم بأوهامهم هذه قد جلبوا الضيق على قلبي والضرر على خدمة القرآن. وعلى الرغم من أن أهل الدنيا أعطوا للمنفيين جميعاً وثائق العودة وأخلوا سبيل
ولكن الله سبحانه وتعالى لا يُشغلني بمثل هذه الحيّات. وأُوصي إخواني بأن لا تنشغلوا بهؤلاء ما لم تكن هناك ضرورة قاطعة، بل ترفّعوا عن التكلم معهم، حيث «جواب الأحمق السكوت».. ولكن انتبهوا إلى هذه النقطة:
كما إن إظهار نفسك ضعيفاً تجاه حيوان مفترس يشجعه على الهجوم عليك، كذلك إظهار الضعف بالتزلف إلى مَن يحمل طباع الحيوان المفترس يسوقه إلى الاعتداء.
لذا ينبغي للأصدقاء أن يتصرفوا بحذر لئلا يَستغل الموالون للزندقة عدم مبالاتهم وغفلتهم». (109)
أنواع الظلم يحوّلها المولى إلى أنواع من الفضل
«إنني أحمد الله تعالى حمداً لا أحصيه، إذ حوّل أنواع الظلم والمكاره التي جابهني بها أهل الدنيا إلى أنواع من الفضل والرحمة. وإليكم البيان:
بينما كنت منعزلاً في مغارة أحد الجبال، وقد طلّقت السياسة وتجردت عن الدنيا منشغلاً بأمور آخرتي، أخرجني أهل الدنيا من هناك ونفوني ظلماً وعدواناً. فجعل الخالق الرحيم الحكيم هذا النفي لي رحمة، إذ حوّل ذلك الانزواء في الجبل الذي كان معرّضاً لعوامل تخل بالإخلاص والأمان، إلى خلوة في جبال «بارلا» يحيط بها الأمن والاطمئنان والإخلاص. وقد عزمت عندما كنت أسيراً في روسيا ورجوت الله أن أنزوي في أواخر عمري في مغارة، فجعل أرحم الراحمين «بارلا» في مقام تلك المغارة ويسّر لي فائدتها ولم يحمّل كاهلي الضعيف متاعب المغارة وصعوباتها إلّا ما أصابتني من مضايقات بسبب أوهام وريوب كان يحملها بضعة أشخاص فيها، فهؤلاء الذين كانوا أصدقائي -وقد ركبتهم الأوهام ظناً منهم أنهم يعملون لصالحي ولراحتي- إلّا أنهم بأوهامهم هذه قد جلبوا الضيق على قلبي والضرر على خدمة القرآن. وعلى الرغم من أن أهل الدنيا أعطوا للمنفيين جميعاً وثائق العودة وأخلوا سبيل
Yükleniyor...