الفصل الثالث

بداية الانعطاف التاريخي

سنة ١٩٠٨م/ ١٣٢٦ه

إعلان المشروطية وماهيتها (120)

«المشروطية: مجلّى وتفسير لآيتي ﹛﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْاَمْرِ﴾|﹜ (آل عمران:١٥٩).. ﹛﴿وَاَمْرُهُمْ شُورٰى بَيْنَهُمْ﴾|﹜ (الشورى:٣٨) فهي المشورة الشرعية.. فقوة ذلك الوجود المنور هو الحق.. وحياته هي العدالة.. وقلبه هي المعرفة.. ولسانه هي المحبة.. وعقله هو القانون لا الشخص.. إن روح المشروطية أن تكون القوة في القانون، والأمر والنهي في يد الحق، والمرء خادماً.. (121) إذ المشروطية هي حاكمية الأمة، والحكومة ليست إلّا خادمة. ولئن صدقت المشروطية فالقائمقام والوالي ليسا رؤساءَ بل خدّاماً مأجورين». (122)

«مشروطية» و«حرية» شرعيتان أو «استبداد جديد»

«إن أصحاب الأفكار الفاسدة، يريدون الاستبداد والمظالم تحت ستار الحرية، فلأجل ألّا نشاهد مرة أخرى تلك الاستبدادات التي دفنت في حفر الماضي ولا تلك المظالم التي جرت في سيل الزمان، أريد أن أقيم سداً حديداً بين الماضي والحاضر وذلك بإيضاح تاريخ حياة الحرية. وهو كالآتي:

إن هذا الانقلاب لو أعطى الحريةَ التي ولّدها لأحضان الشورى الشرعية لتربيها


Yükleniyor...