نعم، في الوقت الذي نجد خمسين بالمائة ممن تربّوا بالتربية القديمة لا يكترثون بالأعراف الشعبية والإسلامية، فإنه بعد خمسين سنة يسوق تسعون بالمائة منهم هذا الوطن والأمة -بنفوسهم الأمارة بالسوء- إلى فوضى ضاربة أطنابها. فلا شك أن التفكر في هذا البلاء العظيم ومحاولة التحري عن أسباب لدفعه، هو الذي دفعني قبل عشرين سنة إلى ترك السياسة كلياً وعدم الانشغال مع أناسي هذا الزمان، مثلما دفع رسائل النور وطلابها إلى قطع علاقتهم مع صراعات هذا الزمان. فلا مبارزة معهم ولا انشغال بهم.
ومادامت هذه هي الحقيقة، فإن الواجب الأول لجهاز العدالة ليس اتهامي واتهام طلاب النور، بل القيام بحماية رسائل النور وطلابها، لكونهم يحافظون على أعظم حق من حقوق الأمة والبلاد، فإن الأعداء الحقيقيين لهذه الأمة والبلاد يهاجمون رسائل النور ويدفعون أجهزة العدالة -بعد خداعها- لارتكاب أفظع المظالم وأبشع الجنايات». (283)
رسالة إلى سكرتير حزب الشعب الجمهوري
«حضرة السيد حلمي أوران!
وزير الداخلية السابق وسكرتير حزب «الشعب الجمهوري» (284) حالياً:
أولاً: في غضون عشرين سنة كتبت إليكم عريضة واحدة فقط -يوم كنتم وزيراً
Yükleniyor...