-كمال- المشهور (59) حيث إنني بايعت السلطان سليم وقبلت فكره في الاتحاد الإسلامي، لأن ذلك الفكر هو الذي أيقظ الولايات الشرقية، فهم قد بايعوه على ذلك.

فالشرقيون الآن هم أولئك لم يتغيروا. فأسلافي في هذه المسألة هم: السيد «جمال الدين الأفغاني»، ومفتي الديار المصرية الشيخ «محمد عبده». ومن العلماء الأعلام «علي سعاوي»، والعالم «تحسين». والشاعر «نامق كمال» الذي دعا إلى الاتحاد الإسلامي والسلطان سليم الذي قال:

إن مغبة الاختلاف والتفرقة يقلقانني حتى في قبري

فسلاحنا في دفع صولة الأعداء إنما هو الاتحاد

إن لم تتحد الأمة فإنّي أتحرق أسىً. (60)

كرامة الصلاة

ولأنه أبدى نشاطاً دائباً ومناصرة للمنادين بالحرية واهتماماً بالأمور الاجتماعية والسياسية، قرر متصرف ماردين سوقه مكبلاً بالأغلال إلى مدينة بتليس بصحبة اثنين من الجندرمة.

وفي طريقهم إلى «بتليس» حان وقت الصلاة، فطلب من الجندرمة فك القيود إلّا أنهما أبيا، ففكّها بيسر كمن يفك منديلاً، وألقاها أمامهما. فظل الجندرمة مبهوتين من هذا الأمر، وعداه كرامة. فقالا متوسلَين راجيين:

- كنا حراسك إلى الآن، أما بعد الآن فنحن خدامك!

وحينما كان يُسأل: كيف انحلّت القيود؟ يقول: وأنا كذلك لا أعلم وإن هو إلّا كرامة الصلاة ليس إلّا. (61)

وطرق سمعه يوماً في «بتليس» أن الوالي وعدداً من الموظفين يشربون الخمر فثارت ثائرته وقال:


Yükleniyor...