ومن لسان إلى لسان، ومن بلد إلى بلد، واقتبس كل شاب أو هرم، كل أمي أو متعلم، كل صغير أو كبير، بقبس من ذلك النور. وصار كل طالب ماكنة أو مطبعة فتحدى الإيمان التقنية، فكتبت رسائل النور واستنسخت آلاف النسخ.
وفزع العمي الذين انطفأت بصائرهم وأنوار أرواحهم وصاروا خرائب، من هذا النور والضياء، فساقوا الرجل العزيز إلى المحاكم بحجة مخالفة الثورة والعلمانية -التي لا يملون من تردادها- وقادوه إلى السجون. بل حاولوا قتله بالسم مراراً، فصارت سمومهم ترياقاً... والسجون مدارس. وتجاوز نورُه، نورُ القرآن، نورُ الله، حدودَ الوطن وسرى في أرجاء العالم الإسلامي. إن في تركيا الآن قوة ينبغي أن تقف إزاءها باحترامٍ كلُّ الهيئات وجميع المواطنين المحبين لوطنهم، هي سعيد النور وطلابه. إنهم ليسوا جمعية ولا هيئة ولا حزباً، وليس لهم أرض ولا مقرات، ولا يرفعون أصواتهم بالضجيج والخطب والمظاهرات والمهاترات. إنهم زحام الجمع المؤمن الثابت الواعي من المجهولين العارفين الناذرين أنفسهم لهذه الدعوة العظيمة.
سنة ١٩٥٣
بعد براءة الأستاذ سعيد النورسي من محكمة إسطنبول، عاد إلى «أميرداغ».
وفي أحد أيام رمضان خرج وحده يتجول في الحقول المحيطة بالمدينة وعريف شرطة مع ثلاثة من أفراده يتعقبونه.
ولم يستطع أن يتم تجواله، إذ لحقه هؤلاء وعرضوا عليه أن يلبس القبعة. وعندما قادوه إلى مركز الشرطة احتج الأستاذ على هذه المعاملة، وأرسل عريضة إلى وزارة العدل وإلى وزارة الداخلية في أنقرة، شجب فيها هذه التصرفات الرعناء، كما أرسل صورة من عريضته إلى أحد طلابه في أنقرة ليتتبع الموضوع عند المراجع الرسمية ويبلغ النواب المهتمين بالحادثة.
ومن أنقرة قرر بعض طلابه إرسال نسخة من هذه العريضة إلى جريدة إسلامية تصدر في «صامسون» باسم «الجهاد الأكبر» (Büyük Cihad) حيث نشرت هناك.
وفزع العمي الذين انطفأت بصائرهم وأنوار أرواحهم وصاروا خرائب، من هذا النور والضياء، فساقوا الرجل العزيز إلى المحاكم بحجة مخالفة الثورة والعلمانية -التي لا يملون من تردادها- وقادوه إلى السجون. بل حاولوا قتله بالسم مراراً، فصارت سمومهم ترياقاً... والسجون مدارس. وتجاوز نورُه، نورُ القرآن، نورُ الله، حدودَ الوطن وسرى في أرجاء العالم الإسلامي. إن في تركيا الآن قوة ينبغي أن تقف إزاءها باحترامٍ كلُّ الهيئات وجميع المواطنين المحبين لوطنهم، هي سعيد النور وطلابه. إنهم ليسوا جمعية ولا هيئة ولا حزباً، وليس لهم أرض ولا مقرات، ولا يرفعون أصواتهم بالضجيج والخطب والمظاهرات والمهاترات. إنهم زحام الجمع المؤمن الثابت الواعي من المجهولين العارفين الناذرين أنفسهم لهذه الدعوة العظيمة.
سنة ١٩٥٣
بعد براءة الأستاذ سعيد النورسي من محكمة إسطنبول، عاد إلى «أميرداغ».
وفي أحد أيام رمضان خرج وحده يتجول في الحقول المحيطة بالمدينة وعريف شرطة مع ثلاثة من أفراده يتعقبونه.
ولم يستطع أن يتم تجواله، إذ لحقه هؤلاء وعرضوا عليه أن يلبس القبعة. وعندما قادوه إلى مركز الشرطة احتج الأستاذ على هذه المعاملة، وأرسل عريضة إلى وزارة العدل وإلى وزارة الداخلية في أنقرة، شجب فيها هذه التصرفات الرعناء، كما أرسل صورة من عريضته إلى أحد طلابه في أنقرة ليتتبع الموضوع عند المراجع الرسمية ويبلغ النواب المهتمين بالحادثة.
ومن أنقرة قرر بعض طلابه إرسال نسخة من هذه العريضة إلى جريدة إسلامية تصدر في «صامسون» باسم «الجهاد الأكبر» (Büyük Cihad) حيث نشرت هناك.
Yükleniyor...