-ناهيك عن الغيرة والاستياء- تجد الراحة مما تكسبه من القوة الفائقة التي تمتلكها الدواليب الأخرى حيث إنها تخفف عنها عبء الوظيفة.

إن الذين يحملون على أكتافهم أعباء خدمة الإيمان والقرآن والتي هي بمثابة خزينة الحق والحقيقة العظيمة الرفيعة يفتخرون كلما انضمت إليهم أكتاف قوية متعاونةً معهم، فيشكرون ربهم.

حذار حذار من فتح باب النقد فيما بينكم. إن ما يستحق النقد خارج الصف كثير بل كثير جداً. فكما أنني أفتخر بمزاياكم، وأجد الراحة والسلوان من مزاياكم التي حرمت منها، وأعدّها كأنها عندي وأنا المالك لها، فأنتم كذلك عليكم النظر إلى مزايا إخوانكم على هذا النمط. فليكن كل منكم ناشراً لفضائل الآخرين.

ولما كنت أرى أن الشعور الأخويّ الخالص الذي أبداه أخونا «الحافظ علي»(∗) تجاه أحد إخواننا الذي سيكون منافساً له في الاستنساخ اليدوي جدير بأن تطلعوا عليه، أذكره لكم وهو كالآتي:

جاءني «الحافظ علي» وقلت له: إن خط الأخ «فلان» أجود من خطه وإنه أكثر منه عملاً ونشاطاً. وإذا بي أجد أن الحافظ علي يفتخر -بإخلاص ومن الصميم- بتفوق الآخر عليه، بل التذ بذلك وانشرح، وذلك لأن الآخر قد استطاع جلب محبة أستاذه وثنائه عليه. راقبت قلبه أمعنت فيه بدقة، وعلمت أنه ليس تصنعاً قط. بل شعرت أنه شعور خالص. فشكرت الله تعالى على أن في إخواننا من يحمل هذا الشعور السامي، وسيُنجِز هذا الشعور بإذن الله كثيراً جداً من الخدمات. والحمد لله فإن ذلك الشعور الأخَويّ قد سرى تدريجياً في صفوف إخواننا في هذه المنطقة». (155)

علاقة الطلاب بالأستاذ

«سأبين لكم وجهة نظري -بما يفيدكم- حول العلاقات القائمة بين الأستاذ والطلاب وزملاء الدرس، وهي: أنتم يا إخوتي! طلابي -بما هو فوق حدّي- من جهة، وزملائي في الدرس من جهة أخرى، ومساعديّ وأصحاب الشورى من جهة أخرى.


Yükleniyor...