يعلن عن أية نشاطات سياسية كانت، إلّا أنه قرر التصويت للحزب الديمقراطي في تلك الأيام ليحول دون مجيء حزب الشعب إلى السلطة. وفعلاً ذهب إلى صندوق الاقتراع وأدلى بصوته لصالح الحزب الديمقراطي. (348)

الأيام الأخيرة

قضى الأستاذ سعيد مع طلبته سنواته الأخيرة في مدينة إسبارطة، وكان أحياناً يقوم بزيارة بارلا وكذلك أميرداغ. ولتقدمه في السن فإنه كان في أكثر الأحيان طريح الفراش.

كان قليل اللقاء بالناس ولا يستطيع قبول زيارة المئات من الزوار وكان يقول: «إن قراءة رسائل النور أفضل مائة مرة من الحديث معي».

وكان طلابه يقدرون وضعه، فلا يدخلون عليه إلا إذا طلبهم، ومع ذلك فإنه لم يكن منقطعاً عن العالم الخارجي كلياً، إذ كان يتتبع الأخبار وعيّن أحد طلبته ليقرأ له أهم ما في الجرائد. فكان يهتم بأخبار طبع رسائل النور وبالمحاكمات المتعددة لطلاب النور.

قضية أنقرة

في ١٦/ ٤/ ١٩٥٨ اعتقل جميع من كان في خدمة الأستاذ من طلاب النور والذين يعملون في نشر الرسائل في أنقرة وإسطنبول وإسبارطة. وقد تقدّم للدفاع عنهم المحامي «بكر برق»(∗) واجتمع هذا المحامي في سجن أنقرة بطلاب النور المسجونين وقال لهم: «إنني أحب أن آخذ رأيكم في مسألة تخصكم. فهل تحبون أن أسعى إلى إطلاق سراحكم من السجن في اقرب فرصة، أم ترغبون أن أسعى للدفاع عن دعوتكم وشرحها دون الاهتمام بقضية إطلاق سراحكم؟»أجاب طلاب النور معاً: «نرجو منك أن تحصر جهدك في بيان وشرح دعوتنا السامية فنحن راضون أن نبقى في السجن سنوات عديدة». (349)

وقد أدرك هذا المحامي أنه ليس أمام أناس اعتياديين، بل هو أمام أناس نذروا أنفسهم لدعوتهم، وقد أخذ هذا المحامي على نفسه مهمة الدفاع في جميع المحاكم التي سيق إليها طلاب النور.. وما أكثرها!


Yükleniyor...