- يا أخانا، إن الأستاذ لا يحرك ساكناً.

- الأستاذ نائم فلا توقظوه.

ثم جاؤوا مرة أخرى وقالوا: «إن الأستاذ لا يتحرك أبداً..»

ذهبنا معاً إلى غرفة الأستاذ. جلس الأخ زبير بجانب رأسه ونحن الأربعة ننظر إليه، وليس للأستاذ أية علامة للحركة. ولكن درجة حرارته اعتيادية! فاضطربنا كثيراً. وقال الأخ زبير: «هذه الحالات تتكرر كثيراً لدى الأستاذ».

فخيم علينا الحزن، وعندها قال الأخ زبير: «هناك شخص يعرف مثل هذه القضايا اسمه «عمر أفندي الواعظ».

وحالما أتى الرجل ورأى وضع الأستاذ قال: « ﹛﴿اِنَّا لِلّٰهِ وَاِنَّٓا اِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾|﹜ إخواني! إن الأستاذ قد مات».

لم أكن أصدق عيني بوفاة الأستاذ قطعاً. إذ عندما كنا في سجن «أفيون» سنة ١٩٤٩ سمموا الأستاذ، فاحمر لسانه، فكنا نبكي بلا توقف على حاله، وعندها قال الأخ «أحمد فيضي» رحمه الله: «لماذا تبكون يا أطفال! إن حياة الأستاذ طويلة!».

وهنا أيضاً تذكرت قول الأخ أحمد فيضي مسلياً نفسي: ترى هل إن عمر الأستاذ يطول؟

هرع الإخوان ليبعثوا بالخبر إلى ولايات مختلفة من أرجاء البلاد.

سجينا الأستاذ بنسيج قطني رقيق. وبعد هنيهة جاء صاحب الفندق، ولما نظر إلى الأستاذ علم أنه قد توفي، وأخذ يضرب على فخذيه ويصرخ.

وعلى إثره جاء مدير الأمن واستفسر عن اضطراب صاحب الفندق. فأجابه:

- إن بديع الزمان قد مات.

- هل حقاً إنه مات!

- نعم!


Yükleniyor...